كاسترو

25-10-2010 11:12 PM - عدد القراءات : 26048

رئيس كوبا منذ العام 1959 عندما أطاح بحكومة "فولغينسيو باتيستا" وحوّل بلاده الى النظام الشيوعي، لتصبح كوبا أول بلد يعتنق الشيوعية في العالم الغربي.
كاسترو
edf40wrjww2article:art_body
fiogf49gjkf0d


ولد فيدل كاسترو فى 13 اغسطس 1926 و ترعرع في كنف والديه المهاجرين من اسبانيا والذين يعدون من المزارعين الاثرياء.
وتلقى تعليمه في المدرسة التحضيرية و في عام1945 التحق بجامعة "هافانا" حيث درس القانون وتخرج منها عام 1950.
ثم عمل كمحامي في مكتب محاماة صغير وكان لديه طموح في الوصول الى البرلمان الكوبي الا ان الإنقلاب الذي قاده "فولغينسيو باتيستا" عمل على الغاء الإنتخابات البرلمانية المزمع عقدها.
و كردة فعل احتجاجية شكّل كاسترو قوّة قتالية وهاجم احدى الثكنات العسكرية وأسفر هذا الهجوم عن سقوط 80 من اتباعه و القاء القبض على كاسترو.
حكمت المحكمة على كاسترو بالسجن 15 عاماً وأطلق سراحه في عفو عام في مايو 1955، اختفى بعدها في المنفى بين المكسيك و الولايات المتحدة.

و على متن قارب شراعي ابحر كاسترو ورفاقه من المكسيك الى كوبا وسُميت زمرته بحركة الـ 26 يوليو و اعرب كاسترو عن تبنيه لفكر الرئيس الأمريكي "توماس جيفيرسون" و الرئيس "ابراهام لينكن" فيما يتعلق بنظام العمل ورأس المال و رفضه لتأميم اي من الصناعات المحلية.
و يجادل كل من خصومه و انصاره ان افكار كاسترو المعلنه قبل حصوله على السطة لا تمت بصلة بالواقع العملي بعد توليه مهام الرئاسة.
تحرك كاسترو عسكرياً مع حفنة من الرجال في 2 ديسمبر 1956 و استطاع 12 من مجموع الـ 80 رجل الإنسحاب الى الجبال، وعمل على ترتيب صفوفه و شن حرب عصابات من الجبال على الحكومة الكوبية.
و بتأييد شعبي، و انظمام رجال القوات المسلحة الكوبية الى صفوفه، استطاع كاسترو ان يشكل ضغطاً على حكومة هافانا مما اضطر رئيس الحكومة و رئيس الجمهورية الى الهرب من العاصمة في 1 يناير 1959 و استحواذ كاسترو و اعوانه على العاصمة هافانا.

سارعت الولايات المتحدة بالإعتراف بالحكومة الكوبية الجديدة و كان كاسترو رئيساً للحكومة آنذاك.
و سرعان ما بدأت العلاقات الامريكية الكوبية بالتدهور عندما قامت كوبا بتأميم الشركات الامريكية، و تحديداً، شركة "الفواكه المتحدة".
و في ابريل من 1959 زار الرئيس كاسترو الولايات المتحدة و التقى مع نائب الرئيس ريتشارد نيكسون و تذرّع الرئيس الأمريكي لعدم استطاعته اللقاء مع كاسترو لارتباطه بلعبة الغولف! و قد طلب الرئيس الامريكي من نائبه التحقق من انتماء كاسترو السياسي و مدى ميوله لجانب المعسكر الشرقي، وخلص نائب الرئيس نيكسون الى ان كاسترو "شخص بسيط و ليس بالضرورة يميل الى الشيوعية".
و في فبراير عام 1960، اشترت كوبا النفط من الاتحاد السوفييتي و رفضت الولايات المتحدة المالكة لمصافي تكرير النفط في كوبا التعامل مع النفط السوفييتي، فقام كاسترو على تأميم المصافي الامريكية مما جعل العلاقات الامريكية الكوبية في أسوأ حال.
و نتيجة القطيعة الامريكية اتجه كاسترو صوب الاتحاد السوفييتي و قام على التوقيع على شتّى انواع المعاهدات مع الاتحاد السوفييتي، و بدأت المساعدات المالية و اللوجستية السوفييتية تنهال على كوبا.

استناداً على مذكرات الرئيس السوفييتي خوروشوف فقد رأى الاتحاد السوفييتي ان يقوم على نشر صواريخ بالستية لتحول دون محاولة الولايات المتحدة من غزو الجزيرة.
و في 15 اكتوبر 1962، اكتشفت طائرات التجسس الامريكية منصات الصواريخ السوفييتية في كوبا ورأت تهديداً مباشرا للولايات المتحدة نتيجة المسافة القصيرة التي تفصل بين كوبا و الولايات المتحدة (90 ميل).
و قامت البحرية الامريكية بتشكيل خط بحري يعمل على تفتيش السفن المتجه الى كوبا.
و في 27 اكتوبر 1962، بعث الرئيس الكوبي كاسترو برسالة خطية للرئيس السوفييتي يحثه فيها على شنّ هجوم نووي على الولايات المتحدة و لكن الاتحاد السوفييتي لم يستجب لهذا الطلب. و رضخ الاتحاد السوفييتي لإزالة الصواريخ الكوبية شريطة ان تتعهد الولايات المتحدة بعدم غزو كوبا و التخلص من الصواريخ البالستية الامريكية في تركيا.
و باستتباب الأمن و زوال الخطر، اتسمت العلاقة بين الولايات المتحدة و كوبا بالعدائية، و استمرت الولايات المتحدة بدعمها لمحاولات اغتيال كاسترو.

يعتبر كاسترو نفسه ملحداً ولم يمارس الطقوس الدينية المسيحية وقد اقصته البابوية في الفاتيكان عن المذهب الكاثوليكي في 3 يناير 1962 لارتداد كاسترو عن الكاثوليكية.
وقد تحسنت علاقه كاسترو بالبابوية في مطلع التسعينيات من القرن العشرين عندما اعطى شيئاً من الحرية للممارسات الدينية في كوبا بل ولم يمانع من انضمام الكاثوليك الى الحزب الكوبي الشيوعي.