الثلاثاء,24 أبريل 2012 - 12:00 ص : 30783
كتب الحسين محمود
elhossien@hotmail.com
المساءلة من حيث المفهوم قديمة، أما من حيث المصطلح فهي حديثة. حداثة المصطلح جعلت تعريف المساءلة، وكذلك المفهوم، نقطة خلاف عند الكثير من المثقفين والمعنيين في المؤسسات المحلية والدولية. يستند التفاوت في تعريف ومفهوم المساءلة إلى علاقة المساءلة بالشفافية، وكذلك المحاسبة، وفي بعض الأحيان يرجع لأسباب فكرية وتطبيقية .
fiogf49gjkf0d
التعريف المختصر والبسيط للمساءلة يمكن عرضه من خلال سؤالين محددين وهما:
1) من هي المرجعيات، حسب الهيكل التنظيمي، المسئولة عن المؤسسات الرسمية أو الأهلية؟
2) ما هي الأهداف والمعايير والأنشطة التي على المؤسسة الالتزام بتحقيقها ؟
يعالج السؤال الأول الأطر والآليات التي تقوم بالإشراف والمتابعة، وكتابة التقارير للسلطات والمرجعيات العليا حسب القوانين، والأنظمة التي تبين وحدة الأمر والقرار في المؤسسة. ويعالج السؤال الثاني المحتوى العام الخاص بالمساءلة.
زيادة الشفافية والمساءلة
لكثير من مؤسسات المياه في العديد من البلدان تاريخ من البيروقراطية والسرية والتوجهات المجحفة بحق العملاء ومستخدمي المياه. وغالبا ما يوجد نقص كبير في الشفافية و"المساءلة" ( accountability) في أعمال المياه، وكلما ازدادت ندرة المياه كلما ازدادت الحاجة-وبشدة- إلى إعلام الجمهور حول كيفية استخدام المياه، أو من يستخدمها وبأية كمية.. كما ستزداد الحاجة إلى المعلومات حول من يلوث المياه وبأية درجة. إن إتاحة المعلومات من خلال شبكات المعلوماتية مثل "الإنترنت"، سيسهل على المؤسسات أن تظهر بمظهر أكثر شفافية. إلا أن الشفافية الحقيقية تتطلب أمورا أكثر من نشر بعض البيانات القليلة والمختارة بدقة. وتزداد السوابق القانونية الداعية لوجهة النظر القائلة بأن مؤسسات المياه، خاصة تلك التي تعمل في مجال الري، خاضعة للمحاسبة والمساءلة عن أعمالها أمام المستخدمين النهائيين للمياه، وأمام المجتمع بوجه عام. وإذا أصبحت شركات صناعة السيارات مسؤولة عن المصير النهائي لمنتجاتها، فإنه_ في الغالب- يمكن جعل مؤسسات المياه مسئولة عن توصيل منتجها في صورة نقية وفي الوقت المناسب، حيث أن المياه الملوثة يمكن أن تؤدي إلى غذاء ملوث وتهديد لصحة الإنسان.
وغالباً لا يستطيع المستخدم استبدال هذه المؤسسة بمؤسسة أخرى على قاعدة حرية الاختيار في السوق التنافسي،