الإثنين,25 أكتوبر 2010 - 11:12 م
: 24948

تأسست المنظمة في الرباط بالمملكة المغربية في 25 سبتمبر 1969 خلال المؤتمر الأول لقادة العالم الإسلامي الذي عقد في العاصمة المغربية على إثر الحريق الإجرامي الذي تعرض له المسجد الأقصى المبارك في الحادي والعشرين من أغسطس 1969 على يد عناصر صهيونية في مدينة القدس المحتلة.
edf40wrjww2article:art_body
fiogf49gjkf0d
لقد كانت هذه الجريمة البشعة انتهاكا لمقدسات المسلمين وأماكن عبادتهم وكرامتهم وعقيدتهم .
ولقد أعرب العالم كله عن إدانته واستنكاره وكان لزاما عليهم الرد على هذا التحدي السافر الذي تمثل في الاعتداء على المسجد الأقصى المبارك في القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين .
واستطاع قادة العالم الإسلامي المجتمعون في الرباط تأكيد وحدتهم وجمع كلمتهم واستنفار القوة اللازمة لمواجهة هذا الاعتداء الصارخ . وقد تضمن ميثاق المنظمة عهدا بالسعي بكل الوسائل السياسية والعسكرية لتحرير القدس الشريف من الاحتلال الصهيوني.
وبعد ستة أشهر من هذا الحدث التاريخي عقد في جدة بالمملكة العربية السعودية المؤتمر الأول لوزراء خارجية الدول الإسلامية الذي قرر إنشاء الأمانة العامة للمنظمة كي تقوم بمهمة التنسيق بين الدول الأعضاء وعين أمينا عاما لها وحدد مقرها مؤقتا في مدينة جدة إلى أن تحرر مدينة القدس الشريف مقر المنظمة الدائم.
وفي فبراير 1972 أقرت الدورة الثالثة للمؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية ميثاق منظمة المؤتمر الإسلامي الذي جعل في طليعة أهدافه تعزيز التضامن بين الدول الإسلامية في كافة المجالات.
أهداف المنظمة
- تعزيز التضامن الإسلامي بين الدول الأعضاء.
- دعم التعاون بين الدول الأعضاء في المجالات الاقتصاديـة والاجتماعية والثقافية والعلمية وفي المجالات الحيوية الأخرى ، والتشاور بين الدول الأعضاء في المنظمات الدولية.
- العمل علـى محو التفرقة العنصرية ، والقضاء على الاستعمار في جميع أشكاله .
- اتخاذ التدابير اللازمة لدعم السلام والأمن الدوليين القائمين على العدل .
- تنسيق العمل من أجل الحفاظ على سلامة الأماكن المقدسـة وتحريرها ودعم كفاح الشعب الفلسطيني ، ومساعدته على استرجاع حقوقه وتحرير أراضيه .
- دعم كفاح جميع الشعوب الإسلامية في سبيل المحافظة علـى كرامتها واستقلالها وحقوقها الوطنية .
- إيجاد المناخ لتعزيز التعاون والتفاهم بين الدول الأعضاء والدول الأخرى.
المبادئ التي تقوم عليها المنظمة لتحقيق تلك الاهداف
- المساواة التامة بين الدول الأعضاء.
- احترام حـق تقرير المصير وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأعضاء .
- احترام سيادة كل دولة واستقلالها وسلامة أراضيها.
- تسوية أي نزاع قد ينشأ بين الدول الأعضاء بالطرق السلمية كالمفاوضات ، الوساطات والتوفيق والتحكيم .
- الالتزام بعدم اللجوء إلى القوة أو التهديد باستخدامها ضد وحدة أية دولة أو سلامة ترابها أو استقلالها السياسي .
ومن أجل تحقيق هذه الأهداف تأسست في إطار المنظمة مجموعة من الأجهزة والمؤسسات الرئيسية والمتفرعة واللجان المتخصصة.
هيكل المنظمة(الأجهزة و المؤسسات)
تتكون منظمة المؤتمر الإسلامي من الأجهزة الرئيسية التالية
مؤتمر القمة الإسلامي
وهو الجهاز الأعلى للمنظمة حيث يجتمع ملوك ورؤساء الدول والحكومات علـى مستوى القمة كل ثلاث سنوات ، وحيثما تقتضي مصلحة الأمة الإسلامية ذلك ، للنظر في القضايا العليا التي تهم العالم الإسلامي وتنسيق سياسة المنظمة تبعا لذلك .
ولدى عقد كل دورة من دورات مؤتمر القمة الإسلامي يجري انتخاب رئيس يتولى هذا المنصب إلى حين عقد الدورة التالية.
المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية
يعد الهيئة الرئيسية الثانية لمنظمة المؤتمر الإسلامي وتناط به مسؤولية تحديد السياسات المزمع اتباعها، ويجتمع بصفة دورية مرة كل سنة لبحث الوسائل اللازمة لتنفيذ السياسة العامة للمنظمة،ويتخذ قرارات ذات مصلحة مشتركة تتماشى مع أهداف المنظمة ومقاصدها ، ويصادق على ميزانيات الأمانة العامة والأجهزة المتفرعة.
ولدى عقد كل دورة ينتخب المؤتمر الإسلامي لوزراء الخارجية رئيسا يتولى هذا المنصب إلى حين عقد الدورة التالية.
ويعقد المؤتمر أيضا دورة استثنائية كلما اقتضت الظروف ذلك.
الأمانة العامة
هي الهيئة التنظيمية الثالثة لمنظمة المؤتمر الإسلامي وتمثل الجهاز التنفيذي للمنظمة.
وقد أنشئت بمقتضى قرار صادر عن المؤتمر الإسلامي الأول لوزراء الخارجية الذي عقد في جدة بالمملكة العربية السعودية في فبراير/مارس 1970م.
وتتولى هذه الهيئة الشؤون التي يوكلها المؤتمر إليها وفق أحكام الميثاق ومجموعـة نظم منظمة المؤتمر الإسلامي وفي إطار خطط العمل التي يقرها المؤتمر والأمين العام.
وتتولى الهيئة أيضا مساعدة الأجهزة المتفرعة والمتخصصة فـي عملها وفي التنسيق بين برامجها ، وتعمل على متابعة قرارات وتوصيات مؤتمرات القمة ومؤتمرات وزراء الخارجية.
العضوية فى منظمة المؤتمر الاسلامى
تتكون منظمة المؤتمر الإسلامي من الدول المشتركة في مؤتمر ملوك ورؤساء الدول والحكومات الإسلامي بالرباط والدول المشتركة في مؤتمري وزراء الخارجية الإسلامية في جدة وكراتشي والموقعة على هذا الميثاق .
ويحق لكل دولة إسلامية أن تنضم إلى المؤتمر الإسلامي بطلب يتضمن رغبتها واستعدادها لتبني هذا الميثاق ويودع لدى الأمانة العامة لعرضه على مؤتمر وزراء الخارجية في أول اجتماع له بعد تقديم الطلب ويتم الانضمام بموافقة المؤتمر عليه بأغلبية ثلثي أعضاء المؤتمر.
ويجوز لأي دولة من الدول الأعضاء أن تنسحب من المؤتمر الإسلامي بإشعار خطي للأمين العام وتبلغ جميع الدول الأعضاء بذلك .
وتؤدي الدولة التي طلبت الانسحاب واجباتها المالية حتى نهاية السنة المالية المقدم خلالها طلب الانسحاب ، كما تؤدي للمؤتمر ما قد يكون عليها من ذمم مالية أخرى إزائه.
نظرة إلى أداء المنظمة
يذهب فريق من الباحثين إلى القول بأن أداء منظمة المؤتمر الإسلامي على مستوى التطبيق العملي اقتصر في عمومه على مجرد النظر في الموضوعات محل الاهتمام ومناقشتها وإصدار توصيات عامة بشأنها، أي أنها شكلت منبرا للحوار والنقاش بين قادة العالم الإسلامي.
لكن يمكن القول انة على المستوى السياسى ساعدت المنظمة على بلورة مواقف إسلامية مشتركة إزاء عدد من القضايا الملحة التي تواجه العالم الإسلامي وخاصة "قضية فلسطين والقدس الشريف".بالاضافة الى الاهتمام بقضايا ومشكلات الأقليات والجاليات الإسلامية في العالم.
وعلى أي حال فإن عملية إصلاح منظمة المؤتمر الإسلامي ترتبط بالإرادة السياسية للدول الأعضاء، إذ إن هذه الدول وحدها تستطيع أن تجعل من المنظمة أداة فعالة لتحقيق التضامن الإسلامي ودعم العمل الإسلامي المشترك.