الإثنين,25 أكتوبر 2010 - 11:12 م : 27636
عدم الانحياز يعني أنه ينبغي أن نقرر سياستنا وفقا لما نعتقده لا وفقا لما يرضي هذه الدولة أو تلك ولقد نشأت تلك الحركة تعبيرآ عن مصالح العالم النامي والتخلص من الارتباط بإحدى الكتلتين العظميين: الولايات المتحدة الأمريكية وحلفائها في، والاتحاد السوفيتي وحلفائه.
edf40wrjww2article:art_body
fiogf49gjkf0d
فمع ارتفاع مخاوف الدول النامية على مصالحها واستقلالها السياسي نتيجة هذا الصراع بين الدول الكبرى وقد أدت هذه المخاوف إلى عقد مؤتمر باندونج بأندونيسيا 1955 بحضور 29 دولة مؤسسة وتم الاتفاق على الأفكار الأساسية لحركة عدم الانحياز والتي من أهمها إنشاء ملتقى هدفه مساعدة الأمم المتحدة في الحفاظ على الأمن في ظل الحرب الباردة والعمل على تفعيل مسألة نزع السلاح واحترام سيادة الدول وغيرها من المبادئ.
وكانت بداية الحركة رسميا في شهر سبتمبر عام 1961 بقيادة ثلاثة من أهم زعماء العالم الثالث في هذا الوقت وهم: "جمال عبد الناصر" والزعيم الهندي "جواهر لال نهرو" والرئيس اليوغسلافي حيث اتفقوا على المبادئ الأساسية للحركة في اجتماعهم الثلاثي الذي عقدوه في مدينة بيروني اليوغسلافية.
ولقد أوجدت حركة عدم الانحياز نمطا فريدا للأسلوب الإداري، وصل إلى الاتفاق على عدم وضع دستور أو مبادئ أو سكرتارية دائمة للحركة، ويعزى ذلك -من وجهة نظرهم- إلى أن الاختلاف في أيدلوجيات ومصالح هذا العدد الكبير من الدول يحول دون إيجاد بنية إدارية يقبلها جميع الأعضاء.
ومن ثم فالإدارة دورية وشاملة تضم جميع الدول الأعضاء حيث تنتقل رئاسة الحركة إلى الدولة المضيفة للقمة، التي تستمر في رئاستها إلى أن يعقد مؤتمر القمة التالي؛ حيث تتولى الرئاسة من بعدها الدولة المضيفة له، وهكذا.
وبذلك فقد وضع عبء البنية الإدارية على عاتق الدولة التي تتولى الرئاسة؛ حيث يتحتم عليها إنشاء قسم كامل في وزارة الخارجية لمعالجة القضايا الخاصة بالحركة، وبما أن دول عدم الانحياز تجتمع بانتظام في الأمم المتحدة؛ فإن سفير الدولة التي تتولى الرئاسة في الأمم المتحدة يقوم بعمله "كسفير لشئون دول عدم الانحياز لدى المنظمة الدولية".
لقد تصورت هذه الدول أن مبدأ عدم الانحياز سيضمن لها عدم إقحامها في دوامة الصراعات الدائرة بين التكتلات الدولية العملاقة؛ حيث إن ذلك الانخراط قد يحولها إلى مناطق نفوذ وأذيال للقوى الكبرى تتلاعب بها كما تشاء.
ومن جانب آخر تولد لدى هذه الدول الاقتناع التام بأن تجنبها لصراعات القوة بين الكتلة الشرقية والغربية سوف يدفع بها إلى التنمية الاقتصادية والاجتماعية، ويعزز إمكانياتها بشكل لن يتوافر في حالة الانحياز إلى أحد الطرفين. وعلى ذلك تشكلت أهم أهداف حركة عدم الانحياز كما بلورتها المؤتمرات الأولى للحركة في حرصها على التعايش السلمي بعيدا عن إبرام أحلاف عسكرية، سواء أكانت جماعية أو ثنائية، وخاصة تلك التي تشارك فيها الدول الكبرى، وهو ما يؤكده امتناع أعضاء المنظمة عن إعطاء قواعد عسكرية لدولة كبرى في صراعها مع دولة أخرى؛ لذلك أيدت الحركة نزع السلاح بعدما وصل سباق التسلح إلى مرحلة تهدد السلام العالمي. ولذلك فقد ساندت الحركة حركات التحرير الوطني ومحاربة الاستعمار بكافة أشكاله.
وفى الوقت الراهن لم تعد هناك قوتان، تريد الحركة أن تنأى بدولها عن الانحياز لإحداهما؛ وبالتالي ثار الحديث عن الجدوى من وراء بقاء حركة عدم الانحياز على قيد الحياة السياسية الدولية حتى وصل الأمر لسخرية البعض من مسمى الحركة، وتساءل: عدم الانحياز لمن؟ وضد من؟ وبالتالى فإن إعادة بعث أهداف الحركة، وتفعيل أنشطتها، وإبراز مواقفها السياسية غير المنحازة للقوة الكبرى، ونصرة قضايا الدول النامية.. أصبح بحاجة إلى معجزة حقيقية.