الإثنين,12 ديسمبر 2011 - 01:23 ص : 25450
ان انتشار تنظيم القاعدة كان يركز على اعتبار الولايات المتحدة هى العدو الرئيس للعالم الاسلامى ، والى اعتبار الدول الغربية الاصولية الاسلامية " تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات المماثلة " بمثابة العدو الرئيس للغرب وقد ادى ذلك الى نشوء نمط جديد من الصراع العالمى اصبح فيه احد اطراف الصراع لاول مرة فى السياسة الدولية. تنظيما ليس بدولة فى مواجهة توافق من القوى الكبرى تقوده الولايات المتحدة ،
fiogf49gjkf0d
وفى هذا الصراع دعمت اوروبا وروسيا والصين الولايات المتحدة لانه خلال تلك المرحلة نشأت حركات سياسية انفصالية ذات توجه اسلامى فى روسيا والصين ومن ذلك الحركة الشيشانية فى روسيا ، وحركة اليوجور فى الصين . وقد خلصت الدولتان الى وجود صلات بين هاتين الحركتين وتنظيم القاعدة مما دفعها الى دعم الولايات المتحدة .
وبالتالى شهدت السياسة الدولية فى تلك المرحلة سلسلة من الهجمات العسكرية والهجمات العسكرية المضادة من تنظيم القاعدة والولايات المتحدة ، وقد وصفت الولايات المتحدة هجمات تنظيم القاعدة وغيره من التنظيمات ذات التوجه الاسلامى بانها " اعمال ارهابية " وبدأ مصطلح الارهاب الاسلامى يظهر كاحد مصطلحات السياسة الدولية .
بدأت المواجهات المسلحة ذات الطابع الاسلامى بين تنظيم القاعدة والولايات المتحدة بالهجوم على البرج الشمالى لمركز التجارة العالمى فى نيويورك فى 26 فبراير 1993 فى شكل محاولة لتفجيره بعبوة ناسفة تزن 680 كجم مما ادى الى مقتل ستة اشخاص واصابة 1042 شخصا. وقد قبضت السلطات الامريكية على عشرة اشخاص واتهمتهم بتدبير التفجيرات وتم الحكم عليهم باحكام سجن متفاوتة.
وفى 25 يونيو سنة 1996 قام تنظيم جهاد اخر هو " حزب الله " فى السعودية بتفجير تجمع سكنى فى مدينة الخبر التى يعيش فيها عسكريون امريكيون مما ادى الى مصرع 19 عسكريا امريكيا واصابة 372 اخرين من جنسيات مختلفة ، وقد اتهمت الولايات المتحدة لاحقا تنظيم القاعدة بهذا الهجوم .
اما الهجوم الثالث فجاء فى اغسطس سنة 1998 حين هاجم اعضاء تنظيم القاعدة سفارتى الولايات المتحدة فى تنزانيا وكينيا فى آن واحد وقد تم تفجير السفارتين باستعمال سيارتين مفخختين بالقنابل واسفر الهجوم عن تدمير السفارتين ومصرع 212 شخصا واصابة حوالى 4000 آخرين فى الهجوم على السفارة الامريكية فى نيروبى بالاضافة الى مصرع 11 شخصا واصابة 85 فى الهجوم على السفارة الامريكية فى دار السلام وقد كان معظم القتلى والمصابين من من المواطنين المحليين . وقد مثل هذا الهجوم نقطة تحول فى الصراع بين القاعدة والولايات المتحدة اذ ردت الولايات المتحدة بسلسلة من الهجمات الصاروخية على السودان وافغانستان فى 20 أغسطس سنة 1998 على اهداف اعتقدت انها تنتمى الى تنظيم القاعدة وهو ما تبين عدم صحته فى الحالة السودانية.
وفى 12 أكتوبر سنة 2000 هاجم يمنيون المدمرة الامريكية USS Cole اثناء رسوها قبالة ميناء عدن للتموين مما ادى الى احداث تلفيات جسيمة بالمدمرة ومقتل 17 بحارا امريكيا واصابة 39 بحارا اخرا . وقد اتهمت الحكومة الامريكية السودان بالضلوع فى الحادث ، ثم عادت لتتهم اليمنيين المقبوض عليهم فى اليمن بالضلوع مع تنظيم القاعدة فى الهجوم ، ولكنها فى كل الحالات لم ترد على الهجوم كما حدث فى الحالة السابقة .
وهكذا اتسع مسرح المواجهة بين الولايات المتحدة وتنظيم القاعدة لكى يكون على اتساع العالم باسره من افغانستان حتى الولايات المتحدة ذاتها مرورا بالسعودية والسودان واليمن .
وقد وصفت الولايات المتحدة تلك الاعمال بالارهابية ووصفت تنظيم القاعدة على انه تنظيم ارهابى وساندتها الدول الكبرى فى ذلك بما فى ذلك مجلس الامن فى القرار رقم 1267 فى سنة 1999 .