الإثنين,12 ديسمبر 2011 - 01:14 ص : 25456
ترجع اصول الصراع العربى – الاسرائيلى الى سعى الحركة الصهيونية الى بناء دولة خالصة لليهود فى فلسطين ، وقد نجحت الحركة فى الحصول على قرار من الجمعية العامة للامم المتحدة سنة 1947 بتقسيم فلسطين الى دولتين عربية ويهودية وقد رفضت الدول العربية هذا القرار وطالبت بدولة موحدة فى فلسطين .
fiogf49gjkf0d
وفى 15 مايو 1948 تم اعلان انشاء اسرائيل ، مما ادى الى دخول جيوش بعض الدول الاعضاء فى جامعة الدول العربية الى فلسطين لمنع التقسيم ولكن نظراً لدعم القوانين الاعظم لاسرائيل فان جهود الجيوش العربية لم تفسر الا عن انقاذ اقل من الجزء الذى خصص للعرب بموجب قرار التقسيم ، وتم عقد هدنة بين اسرائيل والدول العربية المحيطة بها فى رودس سنة 1949 وفى هذا الاطار ادارت مصر قطاع غزة ، كما ادارت الاردن الضفة الغربية من نهر الاردن والقدس الشرقية وقامت بضمهما اليها سنة 1950. وقد بدأت الولايات المتحدة محاولات لتسوية الصراع فى النصف الاول من الخمسينيات وقد قبلت مصر تلك المحاولات شرط ان تتم على اساس قرارات الامم المتحدة ولكن اسرائيل تمسكت بالصلح مع العرب على اساس الحدود الاقليمية القائمة آنذاك وهى نلك التى كانت تتخطى قرار التقسيم.
اتفقت اسرائيل مع بريطانيا وفرنسا على مهاجمة مصر فى اكتوبر 1956، وكانت اسرائيل تهدف الى السيطرة على سيناء ، والمرور فى خليج العقبة الذى كانت مصر قد اغلقته امام الملاحة الاسرائيلية 1951 ، هذا بينما كانت بريطانيا وفرنسا تهدفان الى السيطرة على قناة السويس التى كانت مصر قد اممت الشركة التى تديرها فى 26يوليو 1956. وقد اسفرت الحرب عن انسحاب القوات المعتدية ، ووضع قوات للامم المتحدة فى سيناء للفصل بين القوات المصرية والاسرائيلية .
وفى سنة 1965تم انشاء منظمة التحرير الفلسطينية لتنظيم الشعب الفلسطينى ، وقد شنت حركات المقاومة الفلسطينية عمليات عسكرية داخل اسرائيل ، وفى الوقت ذاته قامت اسرائيل بتحويل مياه نهر الاردن الى اراضيها من طرف واحد مما ادى الى تصعيد فى الهجمات العسكرية بين العرب واسرائيل ، وهددت اسرائيل فى مايو 1967باحتلال دمشق رداً على العمليات الفدائية الفلسطينية ولذلك قامت مصر بتعبئة قواتها فى سيناء واغلاق خليج العقبة امام الملاحة الاسرائيلية ، ورغم ان مصر لم تطبق الاغلاق فعليا الا ان اسرائيل مدعومة من الولايات المتحدة التى كانت علاقاتها بمصر قد توترت منذ وصول جونسون الى السلطة سنة 1963 فقد قامت بشن هجوم على مصر وسوريا والاردن فى 5 يونيو 1967اسفر عن احتلالها لسيناء وقطاع غزة والضفة الغربية والقدس الشرقية ومرتفعات الجولان السورية . وفى 22نوفمبر 1967اصدر مجلس الامن القرار رقم 242 الذى قضى بانسحاب اسرائيل من الاراضى العربية المحتلة . بيد ان العرب والاسرائيليين اختلفوا حول آليات تطبيق القرار فبينما دعت اسرائيل الى عقد مفاوضات عربية – اسرئيلية لتطبيقه فان الدول العربية اصرت على التطبيق المباشر للقرار دون مفاوضات مع استعدادها للاعتراف باسرائيل وقامت اسرائيل على الفور بضم القدس الشرقية اليها ، وازاء ذلك شنت مصر " حرب الاستنزاف " على اسرائيل على طول جبهة قناة السويس عامى 1969، 1970 مستندة فى ذلك الى الدعم العسكرى السوفييتى فى مواجهة الدعم العسكرى الامريكى لاسرائيل . وقد توقفت حرب الاستنزاف فى 8 أغسطس 1970 استجابة للمبادرة الامريكية المعروفة باسم " مبادرة روجرز " والتى قضت بوقف اطلاق النار بين مصر واسرائيل لمدة 90 يوما ، وفى غضون تلك الفترة توفى الرئيس عبد الناصر وحل محله الرئيس السادات . ولما فشلت جهود الوساطة الامريكية فى تسوية النزاع شنت مصر وسوريا هجوما على اسرائيل فى 6 اكتوبر 1973، كما وظفت الدول العربية المصدرة للنفط سلاح النفط ضد الدول الداعمة لاسرائيل ، وقد اسفرت الحرب عن صدور قرار مجلس الامن رقم 338 والذى يدعوا الى وقف اطلاق النار وتنفيذ القرار رقم 242 وبدء مفاوضات لاقامة سلام عادل ودائم فى الشرق الاوسط ، كما اسفرت عن انسحاب اسرائيل من جزء من سيناء والجولان بموجب اتفاقات مع مصر وسوريا . وفى عامى 1974و 1975 وقعت مصر وسويا مع اسرائيل اتفاقات انسحبت بموجبها اسرائيل من اجزاء محدودة من الاراضى المحتلة سنة 1967. ولم يحدث تقدم على الجبهتين الاردنية والفلسطينية .
فى نوفمبر 1977 قام الرئيس المصرى السادات بطرح مبادرة للسلام مع اسرائيل تمثلت فى زيارته لتلك الدولة وبدأت عملية مفاوضات بين الدولتين ااسفرت عن اتفاقات كامب ديفيد برعاية الولايات المتحدة . ذلك ان الاتحاد السوفييتى منذ سنة 1972 كان قد استبعد عمليا من عملية السلام العربية الاسرائيلية بعد الخلاف المصرى – السوفييتى ، وقد تضمنت الاتفاقات اطاراً عاماً لتسوية القضية الفلسطينية ، واطار آخر لمبادئ التسوية بين مصر واسرائيل . وفى مارس 1979 تم توقيع معاهدة السلام المصرية – الاسرائيلية والتى ادت الى تبادل العلاقات الدبلوماسية بين الدولتين ، وانسحاب اسرائيل من سيناء مع حلول شهر ابريل سنة 1982 . وكانت مفاوضات مصرية – اسرائيلية قد بدأت لتسوية القضية الفلسطينية ، ولكن نظرا لمقاطعة منظمة التحرير الفلسطينية للمفاوضات فانها لم تسفر عن اى تقدم .
بعد حرب 1967 تركزت المقاومة الفلسطينية فى الاردن وحدث صدام شامل بين الجيش الاردنى وحركات المقاومة اسفر عن خروج الاخيرة من الاردن وانتقالها الى لبنان سنة 1970 . وقد ادت زيادة التواجد الفلسطينى فى لبنان الى صدامات لبنانية – فلسطينية والى صدامات بين القوى اللبنانية ذات التوجهات المختلفة ازاء القضية الفلسطينية وقد بلغ الامر ذروته فى الحرب الاهلية اللبنانية التى نشبت 1976 واستمرت حتى توقيع اتفاق الطائف سنة 1989. ونظرا لتمركز المقاومة الفلسطينية فى لبنان فقد شنت اسرائيل عدوانا شاملا على لبنان فى يونيو 1982 اسفرت عن احتلال بيروت وارتكاب القوات المدعومة اسرائيليا مجازر صابرا وشاتيلا ضد الفلسطينيين ، وقد اسفر العدوان عن خروج منظمة التحرير الفلسطينية من لبنان واحتلال اسرائيل جنوب لبنان بعد ان اجبرتها المقاومة اللبنانية على الانسحاب من بيروت والاراضى اللبنانية الاخرى وقد ادى ذلك الى صعود حركة المقاومة اللبنانية للاحتلال الاسرائيلى .
فى سنة 1987 اندلعت فى فلسطين انتفاضة سلمية شعبية شاملة ضد الاحتلال الاسرائيلى سميت " بانتفاضة الحجارة " حيث استعمل فيها الفلسطينيون الحجارة ضد جنود الاحتلال وقد استمرت الانتفاضة حتى سنة 1993 اى حتى توقيع اعلان اوسلو بين اسرائيل ومنظمة التحرير وهو الاعلان الذى وقعته اسرائيل تحت ضغط الانتفاضة وكمحاولة لوقفها . وفى العام ذاته تم توقيع اتفاق بين اسرائيل والمنظمة وقد نصت الاتفاقية على انشاء سلطة فلسطينية فى الاراضى الفلسطينية المحتلة وانسحاب اسرائيل من تلك الاراضى تدريجيا فى غضون خمس سنوات ، وقد تمت اقامة السلطة الفلسطينية لكن اسرائيل تراجعت عن تنفيذ الاعلان وكافة الاتفاقات التى وقعت فى اطاره .
بعد تعاون الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى فى ازمة الخليج الثانية التى اندلعت فى اغسطس 1990 نتيجة للغزو العراقى للكويت وانتهت بتحرير الكويت فى فبراير 1991 ، دعت الدولتان الى عقد مؤتمر عربى اسرائيلى للسلام عقد فى مدريد فى اكتوبر 1991 وقد حضر المؤتمر الدول المهتمة بالصراع العربى الاسرائيلى برعاية من الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتى وقد اسفر المؤتمر عن مسارين للسلام :
الاول : هو المسار الثنائى بين اسرائيل وكل دولة عربية احتلت اسرائيل اراضيها لمناقشة التسوية السياسية .
الثانى : هو المسار متعدد الاطراف وركز على قضايا اللاجئين ، والبيئة ، والامن الاقليمى ، والمياه، والتعاون الاقتصادى، وقد شاركت فيه قوى دولية متعددة
وقد اسفر المسار الاول عن توقيع اتفاقية السلام بين الاردن واسرائيل 1994 ، ولم يسفر المسار الثانى عن تقدم بعد نكوص اسرائيل عن التزاماتها السياسية .