الثلاثاء,4 أكتوبر 2011 - 09:41 ص : 26240
كتب ناهد سيد امين
Nahed_nona89@yahoo.com
تعود العلاقات بين مصر وايران الى ثلاثينيات القرن الماضى عندما فكر " الشاه رضا ميزرخان "ان يزوج ابنه الاكبر " محمد " من الاميرة " فوزية " اخت الملك فاروق كرغبة للارتباط بالاسرة الملكية من جهة وتوسيع العلاقات السياسية الخارجية من جهة اخرى ووافق الملك فاروق على هذه الزيجة ،
fiogf49gjkf0d
بل الطريق نحو تحقيق حلم الخلافة بعد سقوط الدولة العثمانية من خلال جعل نصف عرش مصريا بعد ان تتم المصاهرة ولكن سرعان ما انهارت كل المخططات المصرية الايرانية وانتهى المشروع بطلاقها ورجوعها الى مصر مع ورقة طلاق سياسية فى العلاقات المصرية الايرانية وسارت العلاقات على نفس المستوى من التوتر بعد ثورة 1952 وخاصة مع طبيعة شخصية الرئيس " جمال عبد الناصر " ومناداته بفكرة القومية العربية والتحررية وتكريس المد الثورى لمكافحة الاستعمار والنفوذ الاجنبى فى المنطقة وايضا علاقة عبد الناصر بالاتحاد السوفيتى وهذا يناقض علاقة ايران مع الولايات المتحدة ، وايضا ايران ارتأت لنفسها منطلقات اخرى حيث لم تتجاوز للغرب فقط بل اجتهدت لان تصبح واحدة من اهم ركائز الاستراتيجية فى منطقة الشرق الاوسط علاوة على علاقتها باسرائيل حيث قام الشاه بتدعيم مع اسرائيل من اجل مجابهة جمال عبد الناصر كما سعى الشاه الى فك وحدة الدول العربية فى النضال ضد اسرائيل مثل مساندة الاكراد المتمردين فى العراق وكان هدف الشاه واسرائيل صرف جيش العراق عن مساعدة الدول العربية فى صراعها ضد اسرائيل ، ونتيجة للتوجهات المتعارضة بين البلدين نجد ان العلاقات بين مصر وايران كانت متوترة طوال فترة حكم عبد الناصر الى ان تم قطعها بقرار من عبد الناصر عام 1960.
لكن بعد حرب 1967 التى قامت بها اسرائيل ضد مصر نجد ان ايران فتحت احضانها لمصر وهى نفس المشاعر التى انتابت مصر فى هذا الوقت لحاجتها لدعم الدول العربية والاسلامية فى الحرب مع اسرائيل، ونجد ان وفاة الرئيس عبد الناصر عام 1970 وتولى السادات الحكم بعده فى مصر ادت الى تطور العلاقات المصرية – الايرانية حيث تبنى السادات بعض الرؤى المغايرة لنظيرتها لدى عبد الناصر كما انه ليكن على استعداد لمواصلة تقديم الدعم والمساندة لمعارضى الشاه وقد تبين ذلك من خلال ما قام به السادات بعد ما لا يزيد بعدة شهور من توليه الحكم حيث اصدر اوامر للاذاعة المصرية لتوقف حملتها ضد الشاه فى اذاعتها الموجهة الى شعب ايران باللغة الفارسية استجابة منه لطلب الشاه ، وقد تعزز التقارب الايرانى المصرى اكثر بعد حرب 1973 حيث وقفت ايران موقفا عاطفيا مع مصر وظهر ذلك واضحاً من خلال زيادة مستوى الاتصالات الثنائية وحجم الزيارات المتبادلة بين البلدين علاوة على دور مصر كوسيط لايران فى العالم العربى اضافة الى التوافق فى المنظور الايرانى والمصرى تجاه العديد من القضايا وبدأت مصر بقيادة الرئيس السادات تنتهج سياسة تقاربية مع الولايات المتحدة على حساب الاتحاد السوفيتى السابق .
وفى اعقاب حرب اكتوبر وبعد توقيع اتفاقية فض الاشتباك الثانية عام 1975 وما اسفرت عنه من نزوع مصر الى تسوية الصراع مع اسرائيل سلمياً دخل الشاه على الخط وتحولت الاتفاقية بين مصر وايران الى علاقات تعاون وصداقة ، من جهته رحب ايضا الشاه بتصريح الرئيس السادات بان حل قضية الشرق الاوسط بيد الولايات المتحدة وان الوقت حان لاقامة تحالف استراتيجى معها وان الحروب ضد اسرائيل قد ولت ، كما نجد ايضا ان الزعيمان السادات والشاه تبادلا الزيارات واقامت الدولتان علاقات دبلوماسية كاملة واستمر هذا الحال الى عام 1979 وهو العام شهد انتصار الثورة الاسلامية فى ايران بقيادة " ايه الله العظمى الخمينى " وشهد ايضا قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين .