الإثنين,25 أكتوبر 2010 - 11:12 م
: 11785

كلمة العلمانية هي ترجمة لكلمة "Secularis"الإنجليزية وتعني الدنيوية او اللادينية و توضع في مقابل الكنيسة
edf40wrjww2article:art_body
fiogf49gjkf0d
وقد استخدم مصطلح "Secular" لأول مرة مع توقيع صلح وستفاليا(عام 1648م)-الذي أنهى أتون الحروب الدينية المندلعة في أوربا- وبداية ظهور الدولة القومية الحديثة (أي الدولة العلمانية) مشيرًا إلى "علمنة" ممتلكات الكنيسة بمعنى نقلها إلى سلطات غير دينية أي لسلطة الدولة المدنية.
وقد اتسع المجال الدلالي للكلمة على يد جون هوليوك (1817-1906م) الذي عرف العلمانية بأنها: "الإيمان بإمكانية إصلاح حال الإنسان من خلال الطرق المادية دون التصدي لقضية الإيمان سواء بالقبول أو الرفض".
وهناك تعريف اخر يعتمد على عملية الفصل بين سلطة الدولة وسلطة المؤسسات الدينية بحيث لا يكون بينهما تداخل بحيث تكون الدولة كمؤسسات وميزانية واسلوب إدارة لا يرتبط من قريب او بعيد بسلطة المؤسسات الدينية وذلك نتيجة السيطرة التي حدثت من جانب الكنيسة في العصور المظلمة في اوروبا وبالتالي يكون الحديث هنا عن الفصل ما بين مؤسسات الدولة ومؤسسات الكنيسة .
العلمانية والعالم الإسلامي
شهدت العلمانية كفكرة عداء شديد في العالم الاسلامي بشكل عام واعتبرت مستوردة وليست من صميم الإسلام ولا هي حتى من إنتاج المنتسبين إليه ، ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى أن اول معرفة ولقاء بذلك المفهوم يعود إلى كمال اتاتورك مؤسس الدولة التركية الحديثة 1923 واقام نظام علماني مبني على إزالة كل ما هو مرتبط بالدين الاسلامي من إلغاء الخلافة الاسلامية وإلغاء اللغة العربية بشكل جعل العلمانية تعني – بداهة – الحكم بغير ما أنزل الله ، ومن ثم فهي نظام جاهلي لا مكان لمعتقده في دائرة الإسلام بل هو كافر بنص القرآن الكريم "ومن لم يحكم بما أنزل الله فألئك هم الكافرون" فاصبح هناك ربط ما بين العلمانية والكفر في المجتمعات الاسلامية .
لذلك فإنه يجب تحديد المقصود بالمفهوم هل هو الفصل بين المؤسسات الدينية ومؤسسات الدولة كحال اوروبا من كون الكنيسة لها ميزانيتها المنفصلة التي تنفق بها على مؤسساتها تختلف عن الميزانية العامة للدولة وهو الأمر الذي يؤكده وجود أحزاب اوروبية على اساسا ديني كالحزب المسيحي في المانيا والذي يتولي الحكم حاليا والذي لو كانت العلمانية تعني ازالة كل ما هو مرتبط بالدين فبالتالي المانيا دولة ليست علمانية لأنها تسمح لحزب يستخدم الدين في شعاراته بل واسمه الرئيسي أم نتحدث عن العلمانية التركية المبنية على إزالة كل ما هو مرتبط بالدين من داخل الدولة ومؤسساتها وهو الأمر الذي تتخلي عنه تركيا نفسها منذ بداية الألفية الثالثة مع تولي رجب طيب اردوغان وحزب العدالة مقاليد الحكم في تركيا .
وبالتالي تظهر اهمية تحديد ما المقصود بالعلمانية من وجهة نظر المتحدث بها وما هو المطلوب من تطبيقها.