الجمعة,3 يناير 2014 - 10:10 ص
: 19348    

كتب عن جريدة الديلي تليغراف

جريدة الديلي تليغراف نشرت مقالا لدافيد بلير حاول فيه أن يشرح للقراء كيف استمر رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق أرييل شارون على قيد الحياة رغم وفاته سريريا لعدة أعوام.

fiogf49gjkf0d

ويقول الكاتب إنه قبل ستة أشهر فقط من عيد ميلاده الثامن والسبعين إصيب شارون بجلطة قوية مطلع عام 2006 أضعفته كثيرا.

ويضيف الكاتب إن شارون إنهار فجأة وخارت قواه لدرجة أن الأطباء في مستشفى هاداساه في القدس نصحوا أسرته بأن يتركوه يموت في سلام لكن أجهزة العناية الطبية الحديثة سمحت لشارون بأن يعيش 8 سنوات إضافية على الأقل بجسده حيث تلقى زيارات يومية من ابنيه جلعاد وعمري.

ويقول الكاتب إن جهاز مسح ضوئي بأشعة إكس شديد التطور استخدم على رأس شارون ليوضح أنه يعاني من جلطة دماغية لا يمكن الشفاء منها لذلك حاول الأطباء مساعدته بوضعه في حالة غيبوبة سريرية ليتجنب الألم.

وحسب الكاتب فإن إبن شارون جلعاد قال حينها "بناء على ما أوضحه جهاز المسح الضوئي فقد انتهى الأمر".

لكن ابني شارون قررا بعد ذلك إبقاءه على قيد الحياة طالما كان ذلك ممكنا بواسطة الأجهزة الطبية وقال جلعاد في سيرة والده التى كتبها تحت عنوان "شارون سيرة زعيم" ، "لم نكن لنسامح أنفسنا أبدا إذا لم نقاتل حتى النهاية".

ويضيف الكاتب أن الأطباء بعد ذلك أجروا جراحة عاجلة لشارون بهدف تخفيف الضغط على المخ ومحاصرة الجزء المتضرر جراء الجلطة وبذلك استمر شارون حيا على الأجهزة الطبية لكنه لم يفق أبدا من الغيبوبة.

ويمضي الكاتب موضحا أن شارون استمر على الأجهزة الطبية التى أمدته بوسائل دعم الحياة من تغذية طبية وسوائل يتم دفعها إلى معدته مباشرة عن طريق أنبوب علاوة على عدة أنابيب أخرى منها ما خصص لتمرير الأكسجين إلى رئتيه في عملية ضرورية لاستمرار التنفس.

وحسب الكاتب فإن التغذية والتنفس الصناعيين سمحا لشارون بالاستمرار على قيد الحياة حيث نقل إلى مستشفي أخر قرب تل أبيب ليخضع لعملية مراقبة طبية من قبل طاقم كامل من الممرضات اللاتي كن يقمن دوريا بتغيير طريقة رقاده حتى لايصاب بقرح الفراش.

ويختم الكاتب المقال موضحا أن شارون لم يكن يمتلك أدنى فرصة في الشفاء وهو ما أكده الأطباء حيث قال مدير المستشفى المشرف على حالته للصحف الإسرائيلية "إن مخه أصبح في حجم البرتقالة" مضيفا أن "الجزء المتبقي من مخه هو الذي يسمح لأعضائه الرئيسية بالاستمرار في العمل وما سوى ذلك مجرد سوائل".
 

عقود طويلة قضاها رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق "أرييل شارون" متنقلا ما بين العمل العسكري والسياسي، الذي جعله واحدا من أبرز المسؤولين الإسرائيليين وأكثرهم إثارة للجدل أيضا.

وعلى الرغم من أن قرارات وتصرفات رئيس الوزراء رقم 11 في تاريخ إسرائيل سواء إبان عمله العسكري أو بعد ذلك في مجال السياسة ساهمت في تعزيز أركان دولة إسرائيل إلا أنها كانت مثيرة للجدل وأدت لانقسام في الآراء.

وعلى العكس من أي زعيم إسرائيلي آخر كان أرييل شارون يثير الإعجاب وكذلك الاستياء في نفس الوقت وبشكل متساوي، وكان هدفه الرئيسي في الحياة هو توفير الأمن لإسرائيل أثناء توليه المسؤولية، مهما كانت التكلفة السياسية.

لفترة طويلة من حياته كان شارون بمثابة بطل المستوطنات اليهودية في الأراضي المحتلة، لكن جاء آخر قراراته بالانسحاب من قطاع غزة ليتسبب في صدمة للعديد من مؤيديه.

وبعدها بفترة قليلة انتهى مشواره السياسي فجأة بسبب إصابته بسكتة دماغية أدت لدخوله في غيبوبة طويلة لم يخرج منها حتى الآن.

نشأته

ولد أرييل شارون في فلسطين عام 1928 عندما كانت البلاد تحت الانتداب البريطاني، وعندما كان شابا انضم إلى منظمة الهاجاناه اليهودية المسلحة، وحارب كقائد فصيلة إبان حرب 48 بين العرب وإسرائيل.

في أعوام الخمسينيات تولى قيادة مجموعة من القوات الخاصة أطلق عليها "الوحدة 101"، كان هدفها شن هجمات انتقامية للرد على العمليات التي يقوم بها الفلسطينيين عبر الحدود.

وحارب شارون في كل الحروب التي خاضتها إسرائيل منذ تأسيسها عام 1948، وحظى بشهرة وسمعة كجندي ومخطط استراتيجي، وقاد كتيبة مظليين في حرب السويس عام 1956 وترقى إلى رتبة جنرال.

وفي حرب يونيو/ حزيران 1967 تولى شارون قيادة قطاع في سيناء، ولعب دورا هاما في نجاح عملية احتلال سيناء بالكامل.

وبعد ست سنوات قامت مصر وسوريا بحرب أكتوبر / تشرين الأول عام 1973 لتحرير سيناء والجولان المحتل، وقاد شارون فرقة إسرائيلية لعمل الثغرة التي تسببت في محاصرة الجيش الثالث في سيناء.

فاز شارون بمقعد في الكنيست عن حزب الليكود اليميني بعد أسبوعين من انتهاء حرب 1973، لكنه ترك الكنيست بعد عام واحد ليتولى منصب المستشار الأمني لإسحاق رابين.

وعاد مرة أخرى للكنيست عام 1977، وشغل منصب وزير الدفاع في حكومة رئيس الوزراء مناحم بيجن عام 1981، وفي 1982 خطط ونفذ دون الرجوع إلى رئيس الوزراء، عملية غزو لبنان للقضاء على منظمة التحرير الفلسطينية التي كانت تتخذ من لبنان قاعدة لشن هجمات على شمال إسرائيل تحت قيادة الزعيم الراحل ياسر عرفات.

مجازر صبرا وشاتيلا

وتسبب شارون في قتل مئات الفلسطينيين في مخيمين للاجئين الفلسطينيين بالعاصمة بيروت، كما سمح للميليشيات المسيحية المسلحة بقتل الفلسطينيين في المناطق التي كان يسيطر عليها الجيش الإسرائيلي.

وهي الأحداث التي عرفت فيما بعد بمجازر صبرا وشاتيلا، والتي زادت من كراهية الفلسطينيين لشارون، كما أنها تسببت في طرده من منصبه عام 1983 بعد إدانته بالقتل من خلال التحقيقات التي أجرتها محكمة اسرائيلية في عملية غزو لبنان.

على الرغم مما فعله شارون وما تعرض له إلا إنه ظل رقما مهما بالنسبة لليمين الإسرائيلي، وظل يلعب دورا بارزا في نجاح الحكومات الإسرائيلية.

وقدم أيضا دعما قويا للمستوطنين اليهود إبان عمله كوزير للإسكان في بداية التسعينيات، وقاد أكبر عملية بناء مستوطنات في الضفة الغربية وقطاع غزة منذ احتلال الأراضي العربية عان 1967.

وحرص رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو على اختيار شارون في حكومته بعد وصول الإئتلاف اليميني الذي قاده للسلطة عام 1996، واختاره لمنصب وزير الخارجية عام 1998، وقال عنه "السيد شارون هو أفضل لتولي هذه المهمة."

وبعد هزيمة نتنياهو في الانتخابات العامة التي أجريت في إسرائيلي عام 1999، أصبح شارون زعيم حزب الليكود اليميني الذي قاد المعارضة، ضد حكومة رئيس الوزراء إيهود باراك في ذلك الوقت.

وعقب فشل مفاوضات كامب ديفيد للسلام عام 2000 بين اسرائيل والفلسطينيين شن شارون حملة ضد حكومة باراك ووصفه بانه مستعد لبيع القدس من أجل السلام مع الفلسطينيين.

انشقاق الليكود

وقام شارون في عام 2000 بخطوة أشعلت أزمة هائلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، حيث قرر بصورة مفاجئة زيارة المسجد الأقصى، وهو ما أدى لإطلاق الانتفاضة الفلسطينية الثانية.

وتسببت هذه الخطوة في منح شارون شعبية كبيرة بين اليهود، وحقق فوزا ساحقا في الانتخابات العامة التي أجريت عام 2001، وتعهد بضمان أمن إسرائيل والوصول لسلام حقيقي، لكنه أكد في الوقت ذاته على أنه غير ملتزم بما وصلت إليه المفاوضات السابقة مع الفلسطينيين، كما اقترح بناء الجدار العازل في الضفة الغربية الذي أثار جدلا هائلا.

 







التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 81932


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 81729


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 58114


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 55253


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 53575


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 51397


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 47839


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 47570


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 45908


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 45489


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى