الإثنين,15 أبريل 2013 - 06:35 ص
: 26067

شبه جزيره سيناء المصريه تعد من أقدم الأراضي التي وطأها الانسان علي مر التاريخ والتي قدسها "الله" سبحانه وتعالي عندما تجلي "جل جلاله" وكلم نبيه موسي من فوق جبلها وكانت سيناء أيضا معبر للأنبياء عبروا من خلاله الي أرض مصر وأيضا سيناء كانت ومازالت وستظل دوما ممر الغزاه الي احتلال مصر .
fiogf49gjkf0d
فسيناء الأمس واليوم وغدا بوابه مصر الشرقيه .. وفي كثير من مراحل التاريخ فقدت مصر سيناء بالاحتلال .. وكان أخر احتلال في العصر الحديث هو الاحتلال الاسرائيلي والذي انتهي بانتصار السادس من أكتوبر وتم تحرير واسترداد سيناء ثانيه ثم عقدت معاهده السلام بين مصر واسرائيل وبمقتضي بنود هذه الاتفاقيه تتواجد القوات المسلحه المصريه باعداد محدده وفي أماكن محدده ليس من بينها الشريط الحدودي والذي يفصل بين مصر من جهه واسرائيل وفلسطين من جهه أخري .....
وقد حذر ومازال يحذر الخبراء الاستراتيجيون من احتمالات احتلال سيناء مره أخري
والأسباب التي تدعوا الي هذا التحذير هي الفراغ الأمني والسكاني والذي هو وضع سيناء الحالي والذي أدي بدوره الي تقسيم سيناء الي مناطق نفوذ قبلي فسكان سيناء الحاليون هم قبائل البدو التي استوطنت المنطقه منذ مده طويله وكل قبيله اتخذت لها منطقه تسكنها وتبسط نفوذها علي المناطق المحيطه بها والقانون السائد بين هذه القبائل هو القانون القبلي وليس القانون المصري!!!!!!
حتي أن المسؤولين الحكوميين في هذه المناطق يحتكمون الي العرف القبلي أو ما يسمي "التحكيم" عندما يكون أحد طرفي النزاع من هذه القبائل .. وكأنهم ليسوا مسؤولين معينين من قبل سلطه الدوله وقانون الدوله المفترض أن يسود . مما يؤدي الي تكريس الوضع القائم ... بل أن القضاء المصري يضفي الشرعيه علي هذه الاحكام العرفيه القبليه بقبوله "مشارطات التحكيم" هذه هكذا صارت سيناء مجموعه من الكنتونات القبليه بفضل السياسات الخاطئه للدوله تجاه سيناء ..
حتي عندما حذر الخبراء وطالبوا بالحاح بضروره تعمير سيناء فالكثافه السكانيه هي الحائل الامثل لأي احتلال محتمل .. سارعت الدوله بتعمير سواحل سيناء بمجموعه من المنتجعات السياحيه بطول السواحل السينائيه ... والتي لو عطس أحدهم في وسط سيناء فسوف يقذف بكل هذه المنتجعات الي البحر .. وبقي وسط سيناء كما هو خالي ينعق فيه البوم وتزرع في وديانه الخصبه المخدرات كالبانجو السيناوي الشهير والافيون السيناوي الشهير أيضا .. وأصبح وادي فيران يضارع تورا بورا في جوده المنتج
بالأمس القريب أنشأنا مدن "السادس من اكتوبر" و"العاشر من رمضان" و"العبور" و"السادات" وغيرها وكل هذه المدن امتلأت بالسكان الأن بعد عده سنوات فما الذي يمنعنا من انشاء مدن في سيناء علي غرار هذه المدن لتجتذب كثافه سكانيه من الوادي وكل المقومات لهذه المدن موجوده فالاراضي الصالحه للزراعه موجوده واراضي البناء أيضا موجوده وتكثر أبار المياه وكذلك ترعه السلام التي تم شقها لتوصيل مياه نهر النيل الي سيناء وأيضا الكهرباء متوفره كل شيء موجود علي ارض "الفيروز" بخلاف ما تخفيه هذه الارض في باطنها من ثروات تعدينيه هائله.
لماذا لاتكون هناك وزاره متخصصه اسمها "وزاره تنميه وتعمير سيناء" تحمل علي عاتقها هذه المسؤليه لنضمن الجديه والسرعه في التنفيذ وليكون هناك "وزير" مسؤول عن تحويل سيناء الي دلتا أخري ؟؟؟؟
ونحن اليوم نحذر وبشده من أن هناك مخطط اسرائيلي يتم تنفيذه بكل دقه ونحن غافلون ... وهو الضغط الشديد علي الفلسطينيين في قطاع غزه لتهجيرهم الي أرض سيناء الفراغ الخاليه عبر الحدود .. فغزه التي تبلغ من المساحه اربعين كيلو متر يسكنها مليون ونصف مليون فلسطيني في أكبر كثافه سكانيه في العالم مما يؤدي الي صداع دائم لدي الاسرائيليين بل وتخوف من المد السكاني الفلسطيني عليهم وهم لذلك يخططون بدورهم للتخلص من هذا التهديد بالضغط الشديد علي الفلسطينين لدفعهم الي سيناء ليتم تفريغ غزه والقطاع من هذه الكثافه السكانيه الهائله ....... وسيناء ليست موطن بعيد للهجره .. ولكن فقط بضعه كيلو مترات .. وغالبيه أرضها خاليه من السكان ... بل أن اسرائيل قد تضطرها ظروف التكاثر العددي الفلسطيني الذي يبلغ أعلي معدل عالمي بدون منازع الي افتعال الحرب مع مصر للوصول الي هذا الغرض ... فحرب سريعه خاطفه يهرع خلالها الفلسطينيون الي سيناء للاحتماء من الضغوط الاسرائيليه ثم تنتهي الحرب بسرعه نتيجه التدخل الدولي ........ وتصدر قرارات من مجلس الامن بوقف القتال .. وبعد أن يكون قد دفع بالفلسطينين الي داخل سيناء .. ويبقي الوضع كما هو عليه .. وينشيء الفلسطينيون مخيمات في سيناء كما أنشاوا في السابق في العديد من الدول العربيه وتتحول مع الوقت هذه المخيمات الي مدن مكدسه بالبشر نتيجه سرعه معدل التناسل الفلسطيني ....... وبالتالي يصعب اعادتهم ثانيه الي غزه ويومها يكثر البكاء والنواح علي اللبن المسكوب علي غزه التي ضاعت علي الفلسطينين وسيناء التي ضاعت علي المصريين وما يحدث الان في غزه خير دليل علي ذلك.
وقتها فقط سوف نفيق من ثباتنا ؟؟؟ أم اليوم نأخذ هذه التحذيرات مأخذ الجد ويبدأ التحرك الفوري وعلي أعلي المستويات لتعمير واعمار سيناء وملئ الفراغ السكاني بها.
شبه جزيرة سيناء لها وضع خاص في وجدان الشعب المصري حيث إنها خط الدفاع الأول ضد أي عدوان يهدد أمن مصر، وسيناء لاتقتصر أهميتها علي الشق العسكري فحسب بل تمتد إلي الأهمية الاقتصادية لما تحتويه أرض الفيروز من ثروات طبيعية لاتنتهي سواء معادن ومياه وتربة وغيره إلا أن ذلك لايمنع وجود تحديات كبيرة أمام استغلال كل ما تزخر به سيناء.
فعلي سبيل المثال تتمتع سيناء بمخزون وافر من المياه الجوفيه مما يتيح فرص الاستثمار في المجالين الزراعي والصناعي وما يتبعهم من تعمير وأنشطة أخري.
ومن المعادن المهمة التي تحويها أرض سيناء "الكبريت" حيث يوجد بين العريش ورفح ويستخدم في الصناعات الكيميائية. ويعتبر في الوقت الحالي العامل الأساسي لمعظم الصناعات الكيميائية والأدوية. كما يستخدم الكبريت في صناعة الأسمدة الزراعية علي نطاق واسع، حيث يساعد في تقوية جذور النباتات ويتم أيضا استخدامه في تكرير الزيوت المعدنية وصناعة الورق والمطاط وعيدان الثقاب.
وسيناء يوجد فيها أيضا الفحم، حيث يوجد بكثرة في منطقة المغارة في وسط وشمال سيناء علي بعد 70 كيلومترا جنوب مدينة العريش. ويستخدم في صناعة الحديد والصلب وتوليد الكهرباء.
سيناء تزخر أيضا بالرخام وأحجار الزينة، حيث توجد في جبلي يلق والمنشرح ومنطقتي المغارة والختمية، ورخام سيناء يتميز بلونه المميز ونسيجه الخلاب مما يجعل الإقبال عليه شديدا في الأسواق العالمية. ويوجد أيضا الحجر الجيري في جبل لبني والحلال وريسان وعنيزة والمنشرح وغرب جبل لبني والمغارة والجفجافة وأم شيحان، ويستخدم في صناعة الأسمنت والبويات وإنشاء الطرق.
الطفلة من المواد التي تزخر بها شبه جزيرة سيناء أيضا وتوجد في جبل المغارة وريسان والحسنة وجبل الحلال والبروك ويستخدم في صناعة الأسمنت وعمليات حفر الآبار وتكرير الزيوت والخزف والصيني وصناعة الطوب الطفلي.
أما الجبس فيوجد في سبخة البرويل والروضة ومصفق ويستخدم في الزراعة وأعمال التشييد والبناء. وسيناء مشهورة برمالها الصفراء التي تستخدم في البناء والزراعة وكذلك البيضاء وتوجد في جبل المنشرح بالحسنة ووادي فللي وجبل يلق والحلال وجبل منظور وتستخدم في صناعة الزجاج والبللور والسيراميك والسيليكون النقي. والرمال السوداء تزخر بها شواطئ العريش وتحتوي علي معادن ثقيلة تستخدم في صناعات الورق والبويات والسبائك والحديد والزجاج ومساحيق التجميل والطوب الحراري والأدوات الكهربائية وحتي الصناعات النووية وكذلك تحتوي سيناء علي كلوريد الصوديوم ويوجد في بحيرة البردويل والعجزة والصافية والقطرات وملاحة سبيكة ويستخدم في الصناعات الغذائية والكيميائية وحفر آبار البترول. ومربط الفرس أنه علي الرغم من وجود تلك الثروات فإن هناك بعض التحديات والمعوقات مازالت تقف حائلا دون الوصول بهذا الجزء من الوطن إلي مرتبة عالية من حسن الاستغلال والتعمير. فعلي سبيل المثال حتي تتحول سيناء إلي مركز صناعي مهم لابد من التعاون بين مراكز البحوث مع مراكز التصنيع من أجل الوصول إلي حسن استغلال خامات سيناء. ومن العوائق المهمة التي ينبغي التصدي لها عدم وجود قوي بشرية مدربة علي تلك الصناعات التي من المفترض أن تقوم في سيناء. وبطبيعة الحال ونظرا لوجود محميات طبيعية كثيرة في سيناء يوجد اشتباك بين الحفاظ علي المحميات واستغلال الثروات التعدينية والبحث والتنقيب.
وللأسف الشديد لا يوجد حتي الآن رؤية واضحة لدور هذه المحميات بحيث يتم تحقيق التوازن بين الحفاظ علي المحميات وبين البحث عن الثروات وحسن استغلالها.
وفي هذا الإطار نجد في كثير من الأحيان اعتراضا لمسيرة الاستكشافات العلمية ووجود محميات وذلك علي الرغم من أنه من المفترض عدم وجود تعارض بين عمليات البحث ومعالم هذه المحميات.وهنا لابد من العمل علي التنسيق بين الجهات المعنية من أجل ايجاد آليات التعاون المشترك الذي يسمح للجميع بالقيام بواجباته دون معوقات. وفيما يتعلق بالمياه الجوفية لابد من العمل علي تحديد أماكن تلك المياه في الوديان وبين الجبال واعداد دراسات جدوي شاملة لإمكان إقامة مناطق زراعية تعتمد علي مياهها إلي جانب مياه النيل. والأمر لايقتصر علي ذلك فسيناء تمتلك كنوزا طبيعية نادرة مثل الينابيع والمواقع التعدينية القديمة وغيرها والتي يمكن أن نستفيد بها اقتصاديا من خلال تنشيط السياحة الداخلية والخارجية وهنا لايخفي علينا أهمية إنشاء مكاتب للسياحة الجيولوجية والتشديد علي فكرة إنشاء متحف لعلوم الأرض علي أرض الفيروز. إن سيناء كنز اعتبر انه مازال يحتاج إلي استغلال امثل وهذا الاستغلال لن يتأتي إلا من خلال تضافر مزيد من الجهود في سبيل تعمير هذا الجزء الغالي من أرض الوطن بدلا من الاهتمام بإنشاء القري السياحية فحسب، فسيناء ليست مجرد منتجعات سياحية بل هي أرض عامرة بالخيرات التي لم تستغل بعد.