الخميس,14 مارس 2013 - 01:14 ص
: 22709    


الخليفة الثاني أبو جعفر المنصور 136 - 158 هـ 753- 775م هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وكنيته أبو جعفر

fiogf49gjkf0d


هو عبد الله بن محمد بن علي بن عبد الله بن العباس بن عبد المطلب الهاشمي، وكنيته أبو جعفر

ولد سنة 95 هـ 714م في قرية الحميمة بالشام، وتربى وسط كبار الرجال من بني هاشم، فنشأ فصيحًا عالمًا يسير الملوك والأمراء، ودرس النحو والتاريخ والأدب شعرًا ونثرًا وغير ذلك، كما كان كثير الأسفار والتنقل

ولما تولى أخوه أبو العباس الخلافة استعان به في محاربة أعدائه وتصريف أمور الدولة، وكان ينوب عنه في الحج، كما أوصى أبو العباس قبيل وفاته مباشرة بولاية عهده لأخيه أبي جعفر، الذي كان غائبًا في موسم الحج، فلما تُوفِّي أبو العباس قام ابن أخيه عيسى بن موسى بأخذ البيعة لأبي جعفر من بني هاشم وغيرهم، وأرسل إلى عمه أبي جعفر بوفاة أخيه ومبايعته بالخلافة. ولما وصل أبو جعفر إلى الأنبار استكمل أخذ البيعة من القادة والرؤساء، ثم خطب فيهم مبيِّنًا سياسته في إدارة الدولة في النقاط الآتية

1 زهده في منصب الخلافة، وأنه لم يكن يتطلع إلى ذلك أو يرغب فيه

2 تعهده بتنفيذ ما ورد في كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم

3 تعهده بإقرار العدل ورفع الظلم عن الناس، وإرجاع الحقوق إلى أصحابها

يُعدُّ أبو جعفر المنصور المؤسس الحقيقي للدولة العباسية، وقد واجه بحزم واقتدار العديد من المشاكل والثورات حتى نجح في السيطرة عليها والقضاء على القائمين بها،و منها: ثورة عمه عبد الله بن علي، وتمرد أبي مسلم الخراسانى، و ثورة محمد النفس الزكية، وثورات الفرس، وحركات الخوارج

أولاً: ثورة عبد الله بن علي

يُعدُّ عبد الله بن علي -عم الخليفة أبي جعفر المنصور- من الشخصيات العسكرية البارزة في الدولة العباسية، وقد شارك مثل غيره من أفراد البيت العباسي، في النشاط العسكري والسياسي حتى قامت الدولة العباسية، وتولى إمارة الشام، فلما تُوفِّي الخليفة الأول أبو العباس، رفض عبد الله بن علي مبايعة الخليفة الجديد أبي جعفر المنصور، وأعلن أنه أحق منه بمنصب الخلافة، وأن الخليفة أبا العباس كان قد وعده بذلك، ولم يكن هذا صحيحًا؛ لأن الخليفة أبا العباس كتب وصيته قبل وفاته بتولية أخيه أبي جعفر الخلافة، كما أنه لم يرد عن أحد من أفراد البيت العباسي ما يؤيد دعوى عبد الله بن علي. وقد أحدث هذا خللاً شديدًا في كيان البيت العباسي، فحاول أبو جعفر رأب هذا الصدع، وأرسل إلى عمه عدة رسائل يدعوه إلى الدخول في طاعته، ولزوم الجماعة، إلا أن عمه رفض ذلك، فأرسل إليه أبو جعفر قائده أبا مسلم الخراسانى على رأس جيش كبير، ودارت معركة فاصلة بين الجيشين في جمادى الآخرة سنة 137 هـ نوفمبر سنة 754م، انتهت بانتصار جيش أبي مسلم وفرار عبد الله بن علي إلى البصرة، ثم استطاع الخليفة أبو جعفر إحضاره منها إلى الكوفة وسجنه حتى مات سنة 147 هـ 764م

ثانيًا: تمرد أبي مسلم الخراسانى

اختلفت المصادر التاريخية في بيان أصل أبي مسلم الخراسانى، والراجح أنه من أصلٍ فارسي، وقد التحق في بداية أمره بخدمة إبراهيم الإمام الذي أُعجب به ووثق فيه، واستعان به في أموره المهمة، وكان له دور بارز في نجاح الدعوة العباسية، وقيام دولتها

ورغم الجهود والأعمال التي قام بها أبو مسلم فإنه ارتكب بعض الأخطاء الجسيمة في حق الخلافة العباسية منها: انفراده بالحكم في خراسان، وتجاهله شيوخ الدعوة العباسية و نقباءها هناك، وعدم تنفيذ أوامر الخليفة أبي العباس ثم تجاهله لأبي جعفر في مناسبات كثيرة، وتحريضه ابن أخيه عيسى بن موسى على الثورة والاستئثار بمنصب الخلافة، وغير ذلك

وقد حاول الخليفة أبو جعفر -في البداية- معالجة الأمور بهدوء، فاستدعى أبا مسلم من خراسان إلا أنه رفض الحضور فواصل الخليفة مراسلاته، واستعان ببعض الزعماء للضغط على أبي مسلم للحضور إلى مقر الخلافة في العراق، إلا أن أبا مسلم رفض ذلك، فأرسل الخليفة إليه يهدده ويتوعده إن لم يرضخ ويستجب لأمره، وبعد مشاورات بين أبي مسلم وأنصاره استجاب وحضر إلى قصر الخلافة، فعدد عليه الخليفة أبو جعفر ما ارتكبه من أخطاء في حق الدولة، ثم أمر بقتله

ثالثًا: ثورة محمد النفس الزكية

هو محمد بن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب، المعروف بالنفس الزكية، زعيم البيت العلوي والشيعة، ومنذ مقتل الإمام علي -كرم الله وجهه- والشيعة يحاولون الوصول إلى مقعد الحكم عن طريق الثورات والخروج على السلطة، باعتبارهم أصحاب الحق الشرعي

وبقيام الدولة العباسية وتولِّي العباسيين الخلافة انتقل صراع العلويين على الخلافة من محاربة الأمويين إلى محاربة أبناء عمومتهم العباسيين

وعلى الرغم من أن أسرة محمد النفس الزكية لم تتخذ موقفًا عدائياً واضحًا في بدء الخلافة العباسية فإن الأمر تغير حين تولَّى أبو جعفر المنصور الخلافة وبدأ يتعقب محمدًا النفس الزكية وأخاه إبراهيم اللذين اختفيا وأخذا يعملان سرا في الدعوة لنفسيهما والخروج على الدولة العباسية

ولما فشل أبو جعفر المنصور في القبض على محمد النفس الزكية أمر بالقبض على عدد كبير من أفراد أسرته، وحملهم إلى سجون العراق وعذَّبهم لإرغام محمد النفس الزكية على الظهور، وقد نجح أبو جعفر في ذلك؛ فظهر محمد النفس الزكية في المدينة المنورة في رجب سنة 145 هـ سبتمبر سنة 762م وقتله العباسيون هناك، كما قتلوا أخاه إبراهيم بالعراق، وكثيرًا من أهلهما

رابعًا: ثورات الفرس

واجهت الخلافة العباسية في عهد أبي جعفر عدة ثورات فارسية، كانت تعبيرًا عن معارضة بعض العناصر الفارسية للخلافة الإسلامية، ومن هذه الثورات

حركة سنباذ سنة 137 هـ 754م

حيث قاد سنباذ -وهو أحد أتباع أبي مسلم- حركة ثورية للثأر لمقتل أبي مسلم الخراسانى، ومحاربة الإسلام، وأحس الخليفة المنصور بخطر هذه الحركة فأرسل جيشًا كبيرًا استطاع القضاء على قوات سنباذ وقتله وهو في طريقه لاجئًا إلى حاكم طبرستان. حركة الرواندية 141 هـ 758م: وهم قوم من أهل خراسان، سُموا بذلك نسبة إلى قرية رواند القريبة من أصفهان، وكانوا من أتباع أبي مسلم الخراسانى، إلا أنهم زعموا أن ربهم الذي يرزقهم ويطعمهم ويسقيهم هو المنصور، وأعلنوا إيمانهم بفكرة تناسخ الأرواح واستطاعوا دخول مدينة الهاشمية، عاصمة الخلافة العباسية آنذاك، وهاجموا قصر الخلافة فتصدَّى لهم بعض الجنود البواسل، وعلى رأسهم معن بن زائدة الشيبانى، واستطاعوا القضاء على هذه الحركة. حركة أستاذ سيس سنة 150 هـ 767م: أستاذ سيس رجل فارسي ادَّعى النبوة، وقاد حركة تهدف إلى تخليص بلاد فارس من قبضة العباسيين، واستطاع بجيوشه الضخمة بسط نفوذه على مناطق سجستان وهراة وكور خراسان وغيرها، فحشدت له الخلافة العباسية قوات ضخمة بقيادة خازم بن خزيمة التميمى، استطاعت القضاء على هذه الحركة، وانتهى الأمر بالقبض على أستاذ سيس وإعدامه

خامسًا: حركات الخوارج

نظر الخوارج إلى العباسيين على أنهم مغتصبون للخلافة التي ينبغي أن يتقلدها أجدر المسلمين بها بالانتخاب، بغض النظر عن نسبه، ومن ثم شهد العصر العباسي الأول عددًا من حركات الخوارج، بغرض القضاء على الخلافة العباسية، ومنها

ثورة ملبد بن حرملة الشيبانى سنة 137 هـ 754م بأرض الجزيرة ديار بكر

وشكلت خطرًا كبيرًا على العباسيين، إلا أن قائدهم خازم بن خزيمة استطاع القضاء عليها

ثورة حسان بن مجالد الهمدانى بالموصل سنة 148 هـ 765م

انتهت بالفشل لتفرق أنصاره عنه

وفاة المنصور

تُوفي المنصور في 6 من ذي الحجة سنة 158 هـ 7 من أكتوبر سنة 775م، وهو في طريقه إلى الحج وقد أشار ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ إلى أن المنصور كان يجعل نهاره لتصريف أمور الدولة، فإذا صلَّى العصر جلس مع أهل بيته، فإذا صلَّى العشاء الآخرة جلس ينظر فيما ورد إليه من رسائل البلاد، حتى يمضى ثلث الليل الأول فينام، ثم يقوم في الثلث الأخير فيتوضأ ويصلى حتى يطلع الفجر، فيصلى بالناس، ثم يجلس في ديوانه لتصريف أمور البلاد، وهكذا يقضى وقته







التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

الأكثر قراءة

عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 80191


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 67181


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 55789


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 52914


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 51386


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 49226


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 46248


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 45831


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 44569


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 44028


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى