الأحد,30 ديسمبر 2012 - 02:32 ص
: 3011
قال «هيكل» فى الجزء الرابع من حواره مع «لميس»: لدينا دستور بالإكراه، وأول مرة أرى دستوراً كذلك، وأنا مصمم على أن الأغلبية قالت لا فى الاستفتاء وده ليه شواهد لأن عدد المعترضين زاد عن 36% فى ظروف مرهقة مش عايز أقول تزوير، بينما القوائم الانتخابية لم يحذف منها أسماء الموتى
fiogf49gjkf0d
? هل ترى أن الدستور يكرس لسلطات مجلس الشورى؟
- لابد أن نتفاءل، أكثر ما أخاف منه هو انتقال سلطة تشريعية من الرئيس لمجلس الشورى، ظاهريا، لكن توجد أياد خفية وهناك اتصال بين هضبة المقطم «مكتب الإرشاد» وقصر القبة «الرئيس» وتأثير على القرار، وسلطة التشريع موجودة فى قوة الظل التابعة لهضبة المقطم، وأنا قلق لأن هذه الفترة سيجرى فيها إعادة تلوين مصر.
? كيف؟
- أنتم تقولون عنها تمكين الإخوان أو الصبغة أو التلوين وأنا قلق، ونحن أمام فترة تخاف من مواجهة الإعلام وأمام مشروعات قوانين تقرر بسرعة ويتصور أنها ستمرر.
? وماذا عما حدث فى محيط المحكمة الدستورية العليا؟
- تجاوزنا مرحلة إبداء الآراء، ونحن نحلل الآن الواقع، وبتأييد من «هضبة المقطم» لم يتم فقط إعادة تشكيل «الدستورية» وإنما أصبح سلطة تعيينها فى يد الرئيس، ولابد أن نقول إن المحكمة وبشكل ما أحبطت ونفسها انكسرت، وأحب أن أوضح أن ما يحدث فى المنطقة سيؤثر على القضية الفلسطينية المطلوب تسويتها الآن والأمريكان سيدفعون فى هذا الاتجاه.
? قولك «الآن» لا يدعو للتفاؤل؟
- نحن نستورد 8 ملايين طن قمح سنويا، منها 2 مليون من أمريكا ومثلها من الاتحاد الأوروبى، ولدينا مشكلة اقتصادية والموقف الاقتصادى ملىء بالمخاطر، ويحتاج إلى معجزة وزمن المعجزات انتهى وعجلات الإنتاج لا تدور بسبب عدم وجود رؤية لدى الإخوان، وأتمنى أن تنبثق كفاءات اقتصادية لديهم فجأة.
? لماذ انشغل النظام الحاكم بالتمكين وليس بالاقتصاد واحتياجات الشعب؟
- النظام يريد التمكين، ولا توجد دلائل قدرته على حل المشكلات، وخطابه متعمق فى السطحية وممتلئ بالفراغ. الإخوان مشغولون بالتمكين وهايشربونا مجموعة قوانين.
? ما تعليقك حول انتشار العنف الآن؟
يوجد الآن بوادر عنف وهناك مصدرون له فى تاريخنا ، الأول التنظيم السرى للإخوان وأعتقد أنهم لا يستطيعون نفى قتل النقراشى، وحسن البنا، مؤسس الجماعة، وصفهم بأنهم ليسوا إخوانا ولا مسلمين، والثانى هو الفقر الذى يساهم فى تكريس العنف وانهيار السلطة بعد 25 يناير أجج العنف، إضافة إلى القادمين من أفغانستان وليبيا وتهريب الأسلحة.
? نحن نشعر كإعلاميين بالتهديد
- التهديد قائم، حيث إن من يعتمدون على المطلق من خلال سيادة النص الدينى لتحقيق اهداف سياسية يعتبرون أنهم لهم الحق فى السلطة، وهم مقبلون عليها بنهم وأنتم فى الإعلام تقاومون ولابد من حماية الإعلام مع المطلق الذى يحاول تلوين الدولة، فالإعلام يخوض معركة مهمة جدا لابد أن تخاض وبدون معارضة ولا محكمة دستورية.. القوة الوحيدة الباقية هى الإعلام.
? أنت طلبت تخصيص حلقة عن سيناء
- سيناء إذا لم تكن مصرية لوجب علينا أن نقاتل من أجل ذلك ولو ضاعت لانتهت مكانة مصر لتميز موقعها الجغرافى، وتوجد مخططات لسلخ سيناء وأتخوف من كلام الإخوان حولها.
? هل سيناء مهددة؟
- أخطأنا بعد حرب عام 1973 وهذا الموضوع هو قضية عمرى، لقد اخطأنا فى التفاوض وقبول مبدأ الأمريكان وهو التفرقة بين الأمن والسيادة ، والحقيقة أنه تم الاتفاق على سيادة لمصر وأمن لإسرائيل، والثانية تم منحها زيادة فى الوجود الأمنى، ومنذ شهر دخلت إسرائيل 17 ميلاً لقتل مواطن مصرى وتوجد عناصر للموساد داخل سيناء،
والإسرائيليون موجودون ومتغلغلون.
? ومتى ظهرت الأنفاق؟
- مع غلق المعابر بعض قبائل سيناء بدأت فى تجارة الأنفاق التى تحقق عائداً يقدر من 500 إلى 700 مليون دولار سنويا، ومصر لا تسطيع أن تبسط الأمن على سيناء، وأمريكا لديها نقطتان مراقبة فى سيناء، وابتداء من عام 1986 كل الأفراد الراغبين فى الاختباء من ملاحقة النظام المنتمين لتيارات التكفير والهجرة ذهبوا إلى سيناء.
? سيناء أصبحت موطن للجهاديين؟
- نعم وكذلك للإرهابيين وإسرائيل لم تمانع، وغزة وصفها رابين بأنها قنبلة موجودة بجانبنا، وهى أصبحت طرفا فى المعادلة داخل سيناء وقرار الجيش عدم بيع الأراضى للأجانب فى سيناء كانت بسبب تواجد غزاوى بها، ولابد من التدخل العسكرى لحماية شرق العريش باعتبارها منطقة حساسة، وبالنسبة لغزة فنحن أمام قنبلة من الممكن أن تنفجر فى وجوهنا.
? هل هناك حل لأزمة الأنفاق؟
- لا تستطيعى أن تغلقى الأنفاق وتجوعى شعباً بأكمله، وهى لا تشكل خطراً على مصر لكنها ثغرة فى مسألة السيادة، وأعتقد أن إسرائيل ستدفع سكان غزة إلى مصر لكن مصريا لن يتم تفويت القضية، وأتصور أن تلحق غزة بالضفة الغربية.
? ما الدور الذى سيلعبه النظام الحالى فى التسوية؟
القوة المسيطرة فى غزة لحركة حماس، وهم تابعون للإخوان ومن يخطط للتسوية يعتقد أن هذا سيساهم فى ذلك من خلال الضغط على حماس، وكل ما يجرى فى المنطقة يمهد لتطويعها وترسيم الحدود والمنطقة تعبت والعالم تعب منها.
? هل أستطيع تعديل الاتفاقية؟
- هذا يتوقف على قدرة المفاوض المصرى والوضع الحالى فى مصر لا يساعد لأنه طرف لا يستطيع، وربما عندما يأتى وقت التفاوض تستطيع مصر أن تطالب بالحد الأدنى لمصالحنا، ونحن أعطينا امتيازات كثيرة وفى موقف ضعف مبارك انحزنا للتنازلات وعدم إثارة المشاكل.
? والنظام الحالى؟
- إذا استطاع أن يتخلص من نزعة الانتقام والتكالب على السلطة، ونحن أمام لحظة فارقة فى التاريخ وسيناء ستلعب دوراً كبيراً.
? الوضع فى سيناء متردٍ؟
- السؤال ماذا تسمح لك الحقائق العسكرية والسياسية أن تفعليه؟ أمامنا مشكلة ونحن نريد، لكن لا نستطيع.
? هل تدق إسرائيل طبول الحرب؟
- العالم العربى وصل بتصرفاته إلى عدم القدرة على الحرب والطرف الوحيد القادر هو إسرائيل، وعوامل الأمل أن الشعب المصرى تنبه والشباب خرج ونسبة نتائج الدستور تؤكد أن هناك اتجاهاً جديداً للاهتمام بالسياسة وهو من ملامح الأمل وأهم شىء أن ينتبه أصحاب الموقف لقضيتهم، وأرى مخاضا قادما فى مصر والبلد وسط الألم به شىء سيولد وكل مواطن أصبح موجودا فى الصراع.
? وماذ يفعل الرئيس محمد مرسى تجاه سيناء؟
- لابد أن يفعل تجاه مصر بإيجاد رؤية للمستقبل قائمة على الحقائق لا التمنى، والموقف يحتاج إلى كل مصر لا فصيل الإخوان فقط، ولا أستطيع أن أفاوض إلا من منطلق قوة وقدرة، وهذه الأزمة الطاحنة داخل مصر لابد أن تحل، فالإخوان بمفردهم لا يقدرون والأمريكان قالوا ذلك لمرسى، ويجب أن يعلم أنه وقت المسؤولية وليس السلطة، وإذا استطاع أن يتجاوز بريق السلطة وشهوتها ممكن لكن بالطريقة الحالية أنا قلق.
? بماذا تنصح مرسى؟
- بلاش الثلاثة شهور تكون بداية لسيل قوانين والبلد يحتاج لهدنة وتصالح.
? هل أنت متفائل فى نهاية العام الجارى؟
- فى مصر إرادة الحياة، وأقول للرئيس من فضلك المقبل يحتاج لقوة الجميع وحشد كفاءات البلد لوضع رؤية محددة.