الجمعة,21 سبتمبر 2012 - 09:35 ص
: 25356

كتب الباحثة / عبير الفقى بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية
berbera72@yahoo.com
تسعى دراسة السياسه الافريقية الى تسليط الضوء على الفاعلين بها وسياق الاحداث والنتائج.فيحاول صناع السياسة الخارجية توفيق المصالح الداخلية للدولة مع الظروف الخارجية مع الاخذ فى الاعتبار موارد الدولة المتاحة والوسائل والمؤسسات الضالعه لتمثيلها .ومن المهم فهم السياسة الخارجية على انها عبارة عن عدة تفاعلات بين الظروف الداخلية والسياق الخارجى مع وجود لاعبين اساسين فيها يؤدون ادوارا من خلال مؤسسات تقيد تصرفاتهم الا انة فى اغلب الاحيان يتحايل صناع السياسة الخارجية على هذة القيود والقدرة على ادارة التوتر بين الوضع الداخلى والمجتمع الدولى.
fiogf49gjkf0d
و تظهر اهمية نتائج السياسة الخارجية كونها الاجابهعن كيفية تحقيق النخبة لأهداف سياستهم الخارجية،وبالخصوص عن كيفية موائمة الوسائل المستخدمة مع الاهداف المرجوه.وبالرغم من اختلاف الدوافع والاهداف خلال الفترة الاستعمارية فقد تعاملت النخب الافريقية مع السياسة الخارجية على انها وسيلة للدول فى المشاركه الفعاله فى الساحة الدولية .
ويكشف التركيز على اللاعبين الدوليين والسياق فيما تعلق بالمصادر ومواقع صياغة السياسات وتنفيذها عن القواعد المؤسسية للاعبيين واتصالاتهم ببعضهم وبالمجتمع ككل.
ونرى انه فى مسألة صنع القرار السياسى فى افريقيا ، ركز معظم الدارسيين على السياق الثقافى والتنظيمى لتصور وتنفيذ السياسات العامة في ضوء الموارد المحلية والدولية. ومن خلال هذة الدراسة نحاول اثبات ان القرارات هى المخرجات الناتجة لمجموعة كبيرة من المتغيرات التى تتراوح مابين طبيعة القيادة، والايديولوجية، وسائل تعبئة الموارد المحلية والعوائق التنظيمية، والفرص التي تنبثق من البيئة الخارجية.
و نرى السياسة الخارجية الافريقية اصبحت عبارة عن مسالة اتخاذ اجراءات محدودة من قبل النخبوذلك بسبب ندرة الموارد و تنافس الاهتمامات المحلية للدوله مابين الاتجاة الى القومية ومابين ، بناء الدولة.
ومن اهم الجوانب التى تذكر ،أن النخب الأفريقيةبعد الاستقلال اختارت ان تكون مشاركة في المجتمع الدولى حيث سعى صناع السياسة الخارجية لحسم الاختيار (في كثير من الأحيان المفاضلة) بين الهوية الوطنية والهوية القارية و المفاضلة بين السيادة الدولية والتكامل بين الدول الافريقية.
فكانت الهوية القارية ، والسيادةالدولية والتكامل بين الدول الافريقية هى شكل من اشكال الرغبة فى الوحدة الجغرافية لجذب الموارد فى اتخاذ اجراءات وبذل جهود متضافرة لزيادة نفوذ القارة ككل على المستوى العالمى وان تجد لها مكانا مميزا فى الساحة الدولية .
الا انة في المقابل ، من خلال السيادة الدولية والهوية الوطنية ، والتمايز بينهما، فان اهتمام الدول الأفريقية كان تحقيق أقصى قدر من الاستقلال السياسي الفردي وتعزيز الحدود الإقليمية، وضمان ميزة علاقات جيدة مع الجهات الخارجية.فى هذة الدراسة نحاول ان نستكشف المسارات المعاصرة في أفريقيا و توضيح تاثير التغيراتالتى حدثت على السياسة الخارجية الافريقية مع تحليل سلوكيات صناع القرارات وقدراتهم واهدافهم ومراحل التحول فى سلوكيات السياسة الخارجية وهيكل مضمونها.
اما اهتمامنا الاول هنا فهو صنع السياسة الخارجية فى السياق الاقليمى بما انها الساحة الكبرى للعديد من الانماط من المصالح المشتركة والمتضاربة مع تعقيدات واسعة لكثير من الفاعلين.
بالنسبة الى الغالبية العظمى من الدول الافريقية الضعيفة فقد كان خيار الاقليمية هو المفضل وذلك لانها تعتبر مصدر من المصادر التى تخول لهم دورا فى السياسة الخارجية ،وهى المكان الذى يستطيعون من خلالة اظهار قوتهم .
ويعتبر خيار الاقليمية بشكل تهديدا لبقاء الانظمة ولذلك من خلال زوايه الاقليمية سنكون قادرون على تسليط الضوء على السياسات المستمرة للتكامل الاقتصادي و ضرورة ظهورسياسات اخرى جديدة كما هو الحال فى مسائل ادارة الصراعات و التدخل و بناء السلم.