الجمعة,14 سبتمبر 2012 - 03:32 م
: 10338    

كتب الباحثة / عبير الفقى بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية
berbera72@yahoo.com

الاصلاح الإداري الماليزي فترة الستينات بدات التحسينات والإصلاحات الإدارية في ماليزيا تاخذ مكانها فى الخدمة المدنية منذ مطلع الستينات ، بعد سنوات قليلة من الاستقلال حيث بدأت باقل الاصلاحات اهمية كضرورة ارتداء العاملينط لبادج" يعرف اسمائهم للمتعاملين ، الى استخدام نظم ومعاير الجودة و تكنولوجيا المعلومات المتقدمة لتدعيم خطة الإصلاح الإداري ومواصله تطوره على مر السنين.

fiogf49gjkf0d

ويجب الاعتراف بالفضل  فى حدوث هذا التطويروالتقدم فى عمليات الاصلاح الادارى الى اتباع الحكومة لنهج مستقل في تنفيذ التغييرات الإدارية  بقيادة شخصيات مثل "تون" عبد الرزاق والدكتور مهاتيرمحمد رئيس الوزراء السابق.

وتقدم
هذه الورقة لمحة عامة عن الإصلاحات الإدارية في ماليزيا في العقود الأربعة الماضية : بدأ من عام 1960 حتى الوقت الحاضر.

الاصلاحات في فترة الستينات :

بدأ عقد الستينيات بداية  مبشرة ومع اتاحه مزيد من الموارد المالية  حينها ، بدأت الحكومة برنامجا منهجيا للتنمية الاجتماعية والاقتصادية. ولأول مرة ، حولت انتباهها إلى التنمية الريفية ،واستهدفت رفع  المستوى المعيشى والوضع الاقتصادي لس
اكنى الريف  بحيث هدفت الى ان  يكونوا على قدم المساواة مع سكان  الحضر.فركزت برامج التنمية  على توفير البنية التحتية الأساسية مثل الطرق والجسور والمدارس والعيادات الصحية ، وإمدادات المياه والكهرباء وقنوات الري ، وتسهيلات التسويق الزراعي فضلا عن دعمها لبعض  المشاريع الصغيرة .

كان البرنامج الوطنى للتنمية   من الضخامة بحيث تطلب الأمراستخدام اسلوبا جديد فى الادارة . فقدمت  الحكومة ما يسمى" بنظام  الكتاب   الأحمر" لتمكين النظام الإداري من ا للاستجابة بسرعة وفعالية للمتطلبات المتزايدة للتنمية الريفية. وحاول النظام بفعالية تعبئة الموارد البشرية والتنظيمية الأخرى من أجل إنتاج وترجمة الأفكار والمقترحات الى مشروعات عالية المستوى للموافقة عليها وتنفيذها. هذا النهج التصاعدي هدف الى خلق شراكة متينة بين الحكومة و ساكنى المناطق الريفية وهو مااعتبر  تحول  جذريا عن ما كان متبعا من اجراءات نمطيه للإدارة العامة التى اعتاد موظفي الخدمة المدنية استخدامها.

وعدت الاصلاحات الحكومية الشعب الماليزى بالتطويروالاستقرار وفى سبيل ذلك ركزت الحكومه الماليزية  فى  اول خطة تنموية تطلقها (1966-1970) على جوانب التنمية المختلفة بهدف خلق دولة ماليزية قوية. ولذلك رأت الحكومة الحاجة إلى  تطوير  الجهاز الإداري اولا  كاداة لتنفيذ برامج التنمية الموسعه الموسعه ولزيادة المسؤوليات.

 وكخطوة فى هذة المنظومة الاصلاحية  قدمت عدة تقارير للحكومة متضمنة خططا اصلاحية فتم قبول احداها ويسمى بتقرير مونتغمرى-ايسمان  متضمنا اقتراحا بانشاء  وحدة او هيئة مستقل لتنفيذ مشاريع ومقترحات التطوير . وافقت الحكومة على القرير وبالفعل تم انشاء " وحدة للتطوير الادارى" تتبع  ديوان رئيس الوزراء مع اختصاصات محددة منصوص عليها  لاستحداث إصلاحات ادارية وذلك   من خلال إدخال برامج للتحديث في أربعة مجالات ذات أولوية هي : التخطيط ،وضع الميزانية ونظام الإدارة المالية للحكومة الاتحادية ؛ إدارة شؤون الموظفين والخدمات المدنية على المستوى الاتحادي ، والهياكل التنظيمية وأساليب الإدارة في مجال وزارات الحكومة ووكالات التشغيل ، والأراضي ، وإدارة الحكم المحلي على مستوى الدولة. قامت وحدة التطوير الادارى في السنوات القليلة التالية لقبول التقرير باجراء العديد من الدراسات وأدخلت عددا من الإصلاحات في إطار مفهومالتنمية الادارية كما جاء فى اختصاصاتها المنصوص عليه..

 كان الاقتراح الرئيسي التالي للتقرير هو تطوير الحكومة لبرامج التعليم والتدريب للعاملين من جميع المستويات الوظيفية. ومن ضمن هذة البرامج المقترحه برنامج الدراسات العليا (التعليم مابعد الجامعى) للتنمية الادارية بجامعة ماليزيا لشاغلى الوظائف الوسطى وكذلك توفير التعليم  الجامعى  لشاغلى  الكوادر المهنية و عمال الخدمات المعاونة والفنيين وتضمن الاقتراح  تصورا موسعا لتنظيم دورات تدريبية وتوفير التدريب أثناء الخدمة للفنيين و الخدمات المعاونة  فضلا عن تنظيم ندوات دورية للموظفين من مستوى الادارة العليا .

ولتنفيذ هذا الاقتراح  ، أنشأت الحكومة" ادارة التدريب والتطوير" الوظيفي في شعبة ادارة الخدمة المدنية ووسعت من الميزانية التدريبه لاقتناعها باهمية التدريب ,قامت بتغير نمط العملية التدريبية كليتا واستخدامت اساليب تدريبية متنوعه للادارات الحكومية ولغالبية موظفي الخدمة المدنية بدلا من الاعتماد على نوع واحد من انواع التدريب وهو  "التدريب من خلال  العمل " كما كان يحدث فى الفترة  الاستعمارية . كان هذا تحولا جوهريا نحو تطوير المجالات الرئيسية في الخدمة المدنية

النقطة الاخيرة فى تقرير مونتجمرى و التى تعتبر آخر التحولات الرئيسية التي اتخذتها الحكومة في هذا الوقت ، هى تقليص الصلاحيات الممنوحه  للجنة الخدمة المدنية  لاجراء الترقيات فتم اجراء تعديلات قانونية  ومفادها أن سلطة اجراء الترقيات ستكون تحت اشراف الحكومة  الا ان هذا التعديل  لم يحقق الغرض منة حيث تاثرت الحيادية  ولم تحدث التغيرات  المتوقعه  من هذا التعديل لذلك أنشأ مجلس مستقلا مختص  فقط باجراء الترقيات .

 ايضا عدلت الحكومة فى هياكل الاجور التى كان يعمل بها فى تللك الفترة ووضعت طريقة محددة  لإجراءهذة التعديلات بشكل غير مباشر من خلال تعيين مجلس أو لجنة لإعادة النظر في المرتبات .ولم يكن تقرير" سفيان"  الذى قبلته  الحكومة عام 1967 مختلفا  من هذة الناحية فجاءمتضمنا نفس  التعديلات الا انة بالاضافة لاقتراحه  بزيادة المرتبات ، ومحاولتة ان يكون اكثر اتساقا و اقلالة من الجداول الحسابية والاستثناءات، قدم نوعا جديدا من الحوافزعبارة عن توفيرقروض سكنية لموظفي الحكومة وذلك بمعدل فائدة منخفض الامر الذى لاقى اقبالا كبيرا من موظفي الحكومة وقطاعات عديدة من المشاركين في بناء المساكن وبدات ثورة ة بناء المساكن  في البلد تبعتها  عدد من الإصلاحات في مجالات من بينها إدارة الأراضي وادارة  السلطة المحلية(المحليات).

مصادر:

1 - Atory Bin Hussin  ,Ahmed ,’’ The Leadership Factor in Administrative

 Reform in Malaysia, with a Specific Study on the Leadership of Dr. Mahathir Mohamad, Prime Minister of Malaysia’’ paper published in Pertanika J. Soc. Sci. & Hum. ( Kuala Lumpur: Universiti Putra Malaysia Press,Vol.5,No.2, 1997)

 

2- Siddiqueea -Alam,Noore,’’ Administrative reform in Malaysia: Recent trends and developments’’, Asian Journal of Political Science,( Volume 10, Issue 1, 2002))

 

3- ----------------------------,’’ Public service innovations, policy transfer and governance in the Asia-Pacific region: The Malaysian experience’’, paper published In JOAAG, (Vol. 2. No1.2007)

 

Hj. Mohd. Yusoff,-Hj. Malek Shah b.,’’An Overview of the Administrative 3-  

Reform in the Malaysian Public Service’’, 04/15/2002 in:

 http://www.intanbk.intan

4- رئيس وزراء ماليزيا يعلن خطة برنامج الاصلاح الادارى الحكومى غدا ، 27 يناير 2010 فى ذلك انظر :

http://www.bernama.com/arabic/news.php?id=25403-

 







التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

الأكثر قراءة

الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 82165


عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 82024


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 58236


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 55389


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 53718


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 51524


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 47947


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 47657


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 45976


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 45552


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى