الخميس,12 يوليه 2012 - 05:15 ص : 3623
كتب ترجمة / عبير الفقى باحث بمعهد البحوث والدراسات الافريقية
berbera72@yahoo.com
نظرة تاريخيه اظهرت ان العلاقات الفرنسية الأفريقية كعلاقه تمت ادارتها بنجاح من قبل فرنسا وذلك لحماية مصالحها الاستراتيجية الرئيسية في المنطقة كان يجب أن تكون مؤهله بدرجة كبيرة إلى حد ما الا ان السياسة الفرنسية تجاة أفريقيا وضعت فى قالب معين وذلك بسبب تعرضها لسلسلة من الأزمات بسبب عوامل خارجيه لم تستطع فرنسا السيطرة عليهااو التحكم بها
fiogf49gjkf0d
والتي بدورها أدت إلى سلسلة من التراجعات التكتيكية من جانب فرنسا والتى اعتبرت فيمابعد ذلك استراتيجيه فرنسيه وبالتالي نجحت فرنسا حتى الآن نجاحا نسبيا في السعي المتزايد لمتابعه مصالحها الوطنية في ظل بيئة متغيرة : فلم يكن هناك «خطة كبرى لذلك وإنما كانت مجرد عملية تمسك عنيد فى متابعه مصالحها فى افريقيا. كانت هناك خلفيات لذلك منها أن فرنسا قد استثمرت الكثير في العلاقة الافريقيه الفرنسيه ليس فقط من ناحيه الشروط السياسية الجيوسياسية والاقتصادية ، ولكن أيضا من الناحيه الرمزية والعاطفية ، حيث أن ذلك كان دائما من الناحيه العمليه يصعب الحصول على اتفاق بشأن الإصلاح. وكانت فكرة فرنساعن'الإدارة الناجحة' لسياستها فى افريقيا مضلله بنفس القدر الذى كان دائما ما يقال إلى أنه قد تم استخدام 'خطة كبرى' نوعا ما وقد نفذت بنجاح ، في الواقع فان منطقه السياسة الفرنسية في أفريقيا كانت مثل العديد من المناطق الأخرى للسياسة العامة تمثل ساحة المعركة والتى كانت فى هذة الحاله تلقى معارضه شديدة من معارضى الاصلاح والتحديث فى افريقيا .والتى فى هذه الحالة كانت تعارض باستمرارمايسمى" افريقيا الحديدة" التي تسعى الى تطوير السياسة الفرنسية الأفريقية وتطلب ان تكون سياسه محافظه تسعي قدر الإمكان إلى إطالة أمد الوضع الراهن.وعلى مدى سنوات ،كان "المحدثين " دائما يجادلون بإصرار فى مساله ضرورة وضع مجموعه من الأسس الأخلاقية والسياسية ،النسبة للسياسة الفرنسية في أفريقيا لتكون متوافقه مع قيم الجمهورية الفرنسية المتمثله فى الحرية والمساواة والإخاء وان على راسمى السياسات الفرنسيه ان يضعوا فى الاعتبار الضروف المتغيرة بان يعملوا على تحديث السياسه الفرنسيه دائما فى افريقيا قبل أن يجبروا على القيام بذلك تحت ضغط من الخارج.وكان المعارضون للتغيير من ناحية أخرى و الذين كان لديهم دائما اليد العليا في مناظرتهم أثاروا دائما شبح الانسحاب الفرنسي من خلال اتهمهم الاصلاحيين خلال الفترة الاستعمارية بانهم يضعون الروابط الإمبراطورية في خطر وبل انهم حتى اتهموا بانهم يريدون التخلى عن الإمبراطورية ، في حين انه منذ الاستقلال واصبحت مساله تخلى فرنسا عن أصدقائها المخلصين والتراجع عن التزاماتها على سبيل المثال الاندماج الذى تم اثناء حكومة جوسبان لوزارة لتعاون مع وزارة الشؤون الخارجية في 1997 والتي وصفها جاك بوميل الديجولى السابق- بانها ضربه وقحه لافريقيا الفرنسيه وكذلك وزير التعاون السابق فى 1993-5 حكومة "بالادور برناردوبرية"وهوالأمر الذي أوضح حقيقة أن الاشتراكيون لا يحبون حقا افريقيا (اوتيه(1998:21
على حد سواء خلال الفترة الاستعمارية ، ومنذ ذلك الحين الذى اصبح المحدثين متهمون من قبل المحافظين بانتقاص الامبراطوريه الفرنسيه. المشكلة الرئيسية هي ان فرنسا قد استثمرت الكثير في 'تلميع صورتها على الساحه الدوليه ووتسليط الضوء عليها لاظهار السلطة والهيبة الفرنسية في الخارج ، وأنها لم تكن تستطيع تحمل تكلفه الانسحاب من افريقي. ونجد ان فرنسوا ميتران صاغ ذلك بايجاز فى 1957 عندما صرح بأنة لا وجود لفرنسا فى القرن العشرين بدون افريقيا (ميتران 237 : 1957 ).
وهو الامر الذى ظل دائما محل تفهم حيث ان العلاقات الفرنسيه – الافريقيه اليوم بل منذ الحرب العالميه 1945أصبحت جزءا لا يتجزأ من الهوية الوطنية الفرنسية فى الساحه العالميه وافريقيا السوداء هى من الامور الحاسمه التى ستعطيها هذة الاهميه والهيبه ، وان فترة تواجد الجبهة الشعبية في الحكوم كانت مهمه لفرنسا فى هذا الصدد.
فترة بقاء الجبهة الشعبية في الحكومة 1936 حتي 1938 كشفت أن اهميه افريقيا لفرنسا كانت بالنسبه للنخبه الفرنسيه الحاكمه سواء كانت مهمه لليسار او لليمن . ان مشروع اصلاخ المستعمرات الفرنسيه لتحديث أفريقيا داخل النظام الاستعماريتبعتها عملية لاحقة لإنهاء الاستعمار ثم الاستقلال السياسى والتغيرات الاخيرة فى السياسة الفرنسية فى افريقيا ، كل هذا كان بحاجة ان ينظر الية كعملية لاعادة تشكيل العلاقات بين فرنسا وافريقيا السوداء ولكن هذة العملية اعتبرت كواحدة من عمليات "التحديث دون اى اصلاح فعلى" (بورمود 438: 1996-40)، وهي بقدر ما ابعد ماتكون عن الوضوح عما إذا كانت التغييرات الأخيرة في السياسة الافريقية الفرنسية ستمكن فرنسا من الحفاظ على هذه العلاقة الخاصة افريقيا ومساحه النفوذ في افريقيا السوداء في القرن الحادي والعشرين.وأخيرا انه بالنسبه لهولاء من يتوقعون 'فك الارتباط' الفرنسي و 'التطبيع' في العلاقات الفرنسية الافريقية بحاجة الى ان يأخذوا في الاعتبار السياق الأوسع لهذه العلاقات’فعلى خلفية العولمة الاقتصادية والسياسية ،ومع تزايد خطر تهميش القارة الافريقيه نجد انها بحاجة إلى دعم اقتصادي ودبلوماسي وكذلك الحلفاء السياسيين والشركاء التجاريين.ونظرا إلى أن فرنساتعتبر واحدة من القوى الاقتصادية والجهات المانحه للمساعدات الكبرى في العالم ،و أن لديها وجود دبلوماسى قوى فى أفريقيا على طول التاريخ تواجدهم في القارة ، و فمن الصعب أن نرى كيف يمكن الا تكون في مصلحة النخب الحاكمة في أفريقيا الفرنكوفونية ، أيا كانت التركيبة السياسية في رفض العرض المقدم من علاقات ودعم من فرنسا وعلاوة على ذلك ، ان تحليل العلاقات الفرنسية الافريقية بشكل يركز على السياسة الفرنسية في حين يتجاهل السياق الأوسع الذى تتم به هذه السياسة في كثير من الأحيان. فلا ياخذ الاعتبار الكافي للطريقة التي تشارك بها فرنسا في السباق الدولى المكثف مع الدول الغربية الأخرى وكذلك مع لاعبين جدد مثل اليابان والصين وتايوان على النفوذ في القارة ، وهو ما يؤكد انه كان من مصلحه فرنسا بالكاد ان تنسحب من هذة المنافسه .