الخميس,12 يوليه 2012 - 02:50 ص
: 4692    

كتب ترجمة الباحثة: عبير الفقي بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية
berbera72@yahoo.com

كانت رواندا وأوغندا أكثر الدول تدخلا في الكونغو، وكانتا على رأس كل صراع كبير فيها. فقد عانت الدولتان من الحروب الأهلية، والاضطرابات السياسية، والصراعات العرقية. وهما أيضا مهتمتان بالموارد التي يمكنهم توفيرها من الكونغو، وهذا هو السبب الأساسي لمحاولة احتلالهما الجزء الشرقي من الكونغو. والدول المعنية بهذه الأزمة هي بالأساس الدول التسع المحيطة بالكونغو. فهم جميعا يتأثرون بالعنف والاضطرابات حينما يغادر عدد كبير من اللاجئين المنطقة. كما تنتشر المشكلات من الكونغو إلى الدول المحيطة بها.

fiogf49gjkf0d

 من الصعب تحديد موقف أي دولة مجاورة عن الحالة في الكونغو. كما ذكر سابقا، فكل الدول في هذه المنطقة من أفريقيا عانت انقسامات بين عدد من القبائل والأعراق التي تحمل آراء مختلفة عن شكل العلاقات في المنطقة. كما تملك الجماعات المتمردة في كل دولة مجاورة سببا لاستمرار القتال. وتمتد صعوبة وتعقيد هذه المسألة إلى تاريخ الاحتلال والاستقلال بالقوة؛ حيث تم تقسيم القارة إلى دول ذات سيادة بدون أن يحصل كل شعب على إقليم خاص به. وقد أدى هذا التفتيت إلى اضطرابات في جميع هذه الدول، ولكن يبدو أن الكونغو أخذت النصيب الأكبر منها. ويبدو أن رواندا وأوغندا هي الدول التي ساهمت بنصيب كبير في الصراع في الكونغو. ولكن دولتي أنجولا وبوروندي المجاورتين كان بهما جماعات متمردة تغزو حدود الكونغو أيضا. وف الواقع فإن أنجولا لها تأثير إيجابي وآخر سلبي على الكونغو. فبعض الجماعات المتمردة الأنجولية غزت الكونغو ولكن الحكومة الأنجولية دعمل الحكومة الكونغولية عدة مرات. أما بالنسبة للوجود الرواندي، فإن هذه الدولة تساند عددا من الميليشيات التي تزيد من المشاكل في شرق الكونغو؛ لأنها تريد السيطرة على الثروة المعدنية في المنطقة. وبرغم أن القوات الأجنبية طولبت بالرحيل عن الكونغو، إلا أن الجماعات المسلحة مثل "قوات تحرير رواندا" ما يزال لها تواجدا كبيرا. كما أنها تسيطر على رواسب القصدير والذهب في منطقة كيفو ويهربونها إلى رواندا. وهناك شكوك أنهم أيضا يهربون الأسلحة، وينهبون المنازل في المنطقة. وتستغل "قوات تحرير رواندا" الخشب، ويزرعون بعض الأراضي ويرسلون الحاصلات إلى رواندا. بعض العاملين في الأمم المتحدة يعتقدون بوجود علاقات بين قوات تحرير رواندا وبعض من الجيش الكونغولي، مما يجعل من العسير عزل الجماعات المتمردة والحفاظ على السلام([1]).

لقي العنف والاضطرابات في الكونغو اهتماما عالميا منذ بدايتها في عام 1960 حينما تم نشر قوات تابعة للأمم المتحدة مع القوات البلجيكية لحل الصراع. وبعد اندلاع الحرب الكونغولية الأولى بعد بداية التصفية العرقية في رواندا، والحرب الكونغولية الثانية في 1998، دفعت عدد من الدول باتجاه توقيع اتفاقيات سلام في المنطقة. كان الدور الأكبر للولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي في العمليات التي قادت لاتفاق لوساكا. حيث عرضتا المساعدات الاقتصادية على الأطراف المختلفة في حالة توقيعهم على الاتفاق. كما ينبغي ذكر تأثير الدول الأفريقية الأخرى على الكونغو. دفعت جنوب أفريقيا وتنزانيا كل من أوغندا ورواندا للاعتراف بدورهما العسكري في الكونغو وبالتالي توقيع اتفاق لوساكا الذي يدشن عملية السلام([2]). فالدول الأكثر نموا مثل جنوب أفريقيا ترغب في رؤية المزيد من التنمية وعمليات السلام في باقي أنحاء القارة. وتشمل التعقيدات الأخرى التي تنشأ من قضايا في منطقة البحيرات العظمى علاقات الدول بالدول التي احتلتها في فترة الاستعمار. فعلى سبيل المثال، كان لبلجيكا وجودا كبيرا في الكونغو. والمشكلة هنا هي أن الدول الغربية هي مثال للدول المتقدمة والمستقرة، ولكن مصالحها في الدول الأقل نموا، مثل دول منطقة البحيرات العظمى في أفريقيا، قد تؤدي إلى تعثر فرض العقوبات الاقتصادية عليها بسبب العنف([3]). مسألة أخرى يجب أخذها في الحسبان لتفسير ردود الفعل الدولية هي صعوبة حشد الدعم الداخلي في قضايا ليست داخلية. فعلى سبيل المثال، عملت إدارة بيل كلينتون مع الحكومة الكندية للاستجابة للصراع في منتصف التسعينيات، وعلى الرغم من تأكيد كندا على وجود قوات لحفظ السلام جاهزة للذهاب إلى الكونغو لإنهاء العنف، لم يتم نشرها أبدا( [4]). وتتصل هذه المشكلة بالكثير من النقد الموجه للأمم المتحدة. فهناك العديد من الأفعال التي ترغب الدولة أو المنظمة في اتخاذها، ولكن يكون تنفيذ الحل في الواقع صعبا.



[1] (Rwanda: Genocide Rebels Are Well Financed in the Congo, 2008)

[2] (Boulden, 2003, p. 276)

[3] (Boulden, 2003, pp. 253-304)

[4] (Boulden, 2003, p. 263)







التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

الأكثر قراءة

الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 82165


عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 82024


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 58236


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 55389


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 53718


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 51524


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 47946


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 47657


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 45976


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 45552


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى