الخميس,12 يوليه 2012 - 02:07 ص
: 24502    

كتب الباحثة: عبير الفقي بمعهد البحوث والدراسات الأفريقية
berbera72@yahoo.com

جاء اتفاق تقاسم الثروة بعد عملية مفاوضات عسيرة بين كل من طرفى الاتفاق وبعد استمرار جولات عديدة ومع الاعلان عن توقيعة فى يناير 2004 اعتبر ذلك نصف الطريق نحو توقيع الاتفاق النهائى الذى ينهى الحرب الاهلية قد انجز.

fiogf49gjkf0d

 لقد ظل موضوع تقاسم الثروة  فى السودان على مدار الحقب السياسية المختلفة التى شهدتها البلاد محل جدل ، فالسودان على الرغم من كونة بلد زراعيا  غنيا بالارض والماء والموارد الطبيعية الاخرى  الا ان ضعف الامكانات الاقتصادية والظروف السياسية المضطربة لطالما حالت دون ظهور الثروة الحقيقية للسودان الى حيز الوجود.

 وكثيرا ماكانت المفاوضات بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية فى جولاتها المفاوضية  لا تذكر امر الثروة الا على هوامش اللقاءات  ولكن تبدل الحال  بعد ظهور النفط فى البلاد ودخولة مباشرة كعنصر اساسى يحدد مصير اى تسوية حيث اصبح ملف  تقسيم الثروة من اشد الموضوعات خلافا بين الجانبين.

ولكن على الجانب الاخر ظهرت جوانب اخرى تتعلق ببقية السودان خاصة وان البترول  المكتشف فى السودان ليس كلة فى الجنوب  ولذلك اعتبر اتفاق تقاسم الثروة يمكن ان يكون نموذجا تحتذى بة باقى ولايات السودان. فى خلال الثلاث سنوات التالية لاتفاقية نفاشا كانت هناك عدة اجراءات لتنفيذ معظم بنود الاتفاقية  ومنهااقتسام عائدات البترول، واستصدار عملة وطنية جديدة تعبرعن الهوية الجديدة وبدت الاوضاع مستقرة بأنشاء  حساب الصندوق القومى للايرادات ببنك السودان وحساب اخر لتوريد نصيب حكومة  الجنوب من عائدات البترول  وجرى الاعداد والتنسيق لفتح مكاتب الوحدات الايرادية القومية  بالولايات الجنوبية وتم تداول العملة الجديدة "الجنية" منذ 1/7/2007 بدلا عن الدينار.

 وعلى الرغم من تلك الانجازات المتعلقة بموضوع اقتسام الثروة بين الطرفين ورضاء كل منهما على موقف تنفيذ الاتفاقية والذى تجاوز ال80% وفقا لتصريحات الحركة الشعبية لتحرير السودان  الا ان هناك العدي من العقبات والتحديات التى واجهت الطرفين فى استكمال عملية السلام والتى مازالت تقف حائلا حتى الان  والتى يمكن ان تكون سببا فى تجدد الصراع بينهما.

 أصبح أمر تنفيذ الاتفاقية عبر السنوات القليلة الماضية محلاً لتبادل الاتهامات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني بعدم الجدية في تنفيذ بنودها وقد لجأت الحركة الشعبية إلى الانسحاب من الحكومة الاتحادية في أكتوبر2007 احتجاجاً على ما أسمته تباطؤ المؤتمر الوطني في إنفاذ الاتفاقية.

- مما سبق يتضح ان تنفيذ الاتفاق بين حكومة الشمال والحركة الشعبية لتحرير السودان مر بالعديدي من العقبات والتحديات  اولاها التحديات المتعلقة بالمواريث النفسية وعقدة  عدم الثقة بين الطرفين وهو مافى اعتقادنا اعطى الدافع للجنوب على الاصرار على الانفصال حتى يستطيع الاستأثار بما يرى انة حقوق لة تم الاستيلاء عليها من الجانب الشمالى. ولكن التسأول هنا هو هل انتهى  الامر عند ذلك الحد بانفصال الجنوب عن الشمال وقيام دولة جديدة لة  هل تم تنفيذ البنود التى تم الاتفاق عليها على النحو الذى وردت علية .







التعليقات

الآراء الواردة تعبر عن رأي صاحبها ولا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع

الأكثر قراءة

الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد القراءات : 84009


عقوبات التزوير في القانون المصري - عدد القراءات : 82513


تعريف الحكومة وانواعها - عدد القراءات : 58831


النظام السـياسي الفرنسي - عدد القراءات : 56077


طبيعة النظام السياسي البريطاني - عدد القراءات : 54249


مفهوم المرحلة الانتقالية - عدد القراءات : 52008


معنى اليسار و اليمين بالسياسة - عدد القراءات : 48471


مفهوم العمران لابن خلدون - عدد القراءات : 48124


ما هى البورصة ؟ و كيف تعمل؟ وكيف تؤثر على الاقتصاد؟ - عدد القراءات : 46286


منظمة الفرانكفونية(مجموعة الدول الناطقة بالفرنسية) - عدد القراءات : 45918


الاكثر تعليقا

هيئة الرقابة الإدارية - عدد التعليقات - 38


اللقاء العربي الاوروبي بتونس من أجل تعزيز السلام وحقوق الإنسان - عدد التعليقات - 13


ابو العز الحريرى - عدد التعليقات - 10


الموجة الرابعة للتحول الديمقراطي: رياح التغيير تعصف بعروش الدكتاتوريات العربية - عدد التعليقات - 9


لا لنشر خريطة مصر الخاطئة او التفريط في شبر من أراضيها - عدد التعليقات - 7


الجهاز المركزي للمحاسبات - عدد التعليقات - 6


تعريف الحكومة وانواعها - عدد التعليقات - 5


الليبرالية - عدد التعليقات - 4


محمد حسين طنطاوي - عدد التعليقات - 4


أنواع المتاحف: - عدد التعليقات - 4


استطلاع الرأى