الأربعاء,20 يونيو 2012 - 10:26 ص : 3751
هو سـليمـان بن عبد الملك بن مروان، وُلد فى المدينة، ونشأ فى الشـام، وبُويع له بالخلافة فى اليوم الذى تُوفِّى فيه أخوه الوليد بن عبد الملك
fiogf49gjkf0d
كـان سـليمان من أفضل أولاد عبد الملك، ومن أكبر أعوان أخيه الوليد أثناء خلافته، وولى له فلسطين، وصفه الذَّهبى بقوله : من أمثـل الخـلفاء - يعنى من أفضلهم - نشر علم الجهاد، وكان ديِّنا فصيحًا مفوَّهًا، عـادلا محبـا للغزو، استعـان فى إدارة دولته وتصريف شـئونـهــا بعظمـاء الرجـال وصـالحيهم، من أمثـال: ابن عمه عمر بن عبد العزيز، ورجاء بن حيوة
حــافـظ ســليـمــان عـلى هيبـة الدولة ومكـانتهـا، فواصـل الجهـاد و الفتوحـات، وأرسل جيشًا بقيادة أخيه مسلمة بن عبد الملك لحصار القـسطـنطـينـيــة، وأشرف بنفسه عـلى هذه الحمـلة، حيث اتخذ من مدينـة مرج دابق شمـالى الشـام مركز قيادة له؛ ليكون على مقربة من ميدان المعارك الحربية
اهتم الخـليفـة سـليمـان بن عبد المـلك بفتح القسطنطينية اهتمامًا كبيرًا، وجهَّز لذلك جيشًا ضخمًا، بـلغ زهـاء مـائـة ألف جندى، ومزودًا بنحو ألف وثمـانمـائـة سفينة حربية، وأسند قيادته إلى أخيه مسلمة بن عبد المـلك، واتخذ هو من مدينـة مرج دابق شمـالى الشام مركز قيادة، يتابع منه أخبار الجيش وسير عملياته
وقد حاصر الجيش المدينة مدة عام كامل 98 - 99هـ دون جدوى، فقد استعصت المدينـة عـلى السقوط، عـلى الرغم من الاستعدادات الكبيرة للجيش الإسلامى وتضحياته الجسيمة
ولم تكن هذه الحمـلة و الحمـلتـان اللتـان تمتـا في عهد معـاويـة برغم عـجزهـم عـن فـتح القـسطـنطـينيـة بغير فـائدة، فقد شغـلت الدولة البيزنطيـة بالدفاع عن نفسها وعن عاصمتها، وجعلت الاستيلاء عليها أمـلا إسـلاميا لم يخبُ نوره أو تنطفئ جذوته عبر القرون، حتى حقَّقه الســلطــان العثمـانـى محمد الفـاتح سنـة 857هـ = 1453م، وشيد مسجدًا بـالقرب من قبر أبـى أيوب الأنصـاري أول شهيد إسـلامـى هناك
وتُوفِّى ســليـمــان بـن عبد المـلك في مرج دابق فـى شهر صفر سنـة 99هـ، ولذا قـال بعض العـلمـاء: إنه مات شهيدًا، بعد أن توَّج أعماله بعمـل يدل على صلاحه وحرصه على مصالح المسلمين، وهو تولية ابن عمه عمر بن عبد العزيز الخلافة من بعده