الإثنين,18 يونيو 2012 - 09:31 ص : 3872
تقع مكـة المكرمـة فى إقليم الحجاز، شرقى مدينة جدة بنحو سـبعـين كيـلو مترًا، وترتبط نشـأتهـا بقصـة إبراهيم الخـليـل وابنه إسمـاعيـل عـليهمـا السلام
fiogf49gjkf0d
حيث أمر الله تعالى نبيَّه إبراهيم أن يذهب بـابنه إسمـاعيـل إلى الوادى الذى نشـأت فيه مكـة؛ وأن يـسكـنه فـيه، فـامتثـل إبراهيم لأمر الله، وارتحـل إلى ذلك الوادى و كــان قـفرًا ليـس بـه زرع أو مــاء، خـاليًا من السكـان، وترك زوجه هـاجر وابنهـا الطفـل إسماعيل، وفى هذا يقول الله تعالى على لسان إبراهيم عليه السلام: ربنا إنى أسكنت من ذريتى بوادٍ غير ذى زرعٍ عند بيتك المحرم . إبراهيم : 37
وإكرامًا لإسمـاعيـل فجَّر الله - تعالى - بئر زمزم، بعد أن يئست أمه هــاجـر مـن وجـود المـاء، وهـى تسعـى بـاحثـة عنه بين صخرتـى الصفا و المروة، وقد أصبح السعى بينهما ركنًا من أركان الحج
كـان وجود المـاء فـى هذا المكـان عجبًا، فجذب القبـائـل التـى كانت تـسكـن بــالقرب منه، وهـى قبـائـل جُرهم فجـاءوا إلى هـاجر، و طـلبوا منهـا السمـاح لهم بـأن ينتفعوا بماء زمزم، فأذنت لهم ورحَّبت بهم؛ ليـؤنسوا وحدتهـا هـى و ابنهـا، وبدءوا يقيمون بيوتهم حول بئر زمـزم، ومـن هـنــا كــانت نشـأة مكـة المكرمـة، وفيهـا عـاشت هــاجر وابنهـا إسمـاعيـل بين قبـائـل جرهم، ولمـا كبر تزوج منهم، وأنجب أولاده الذين هم أجداد العرب المستعربة. واتسعت مكـة شيئًا فشيئًا، وزحف إليهـا العمران، وذاعت شهرتهـا بـين المدن، بعد أن أمر الله - تعـالى- إبراهيم - عـليه السـلام - فـى إحدى زيـاراته لابنه إسمـاعيـل ببناء الكعبة المشرفة، فأصبحت مكة مكانًا مقدسًا، وزادها الله تشريفًا بهذا البناء
والكعبـة التـى بنـاها نبى الله إبراهيم - عليه السلام - بناء مربع الشـكــل تقريبًا، يبـلغ ارتفـاعه نحو خمسـة عشر مترًا، وعرض جداريه الشمـالى والجنوبـى نحو عشرة أمتـار، والشرقى والغربى اثنا عشر مترًا
ويقع بـاب الكعبـة فـى الجدار الشرقـى، وفى الطرف الجنوبى منه يقع الحجر الأسود، وهـى منذ بنـائهـا مثابة للناس وأمن، كما أخبر بـذلك الله - تعـالى - فـى القرآن الكريم، وظـلت قبـائـل جُرهُم تقوم عـلى خدمة الكعبة، و رعاية حجاجها، إلى أن ضعفت، فحلَّ مكانها فـى تـلك المهمة قبائل خزاعة، التى ضعفت هى الأخرى بعد فترة، فخـلفتهـا قبيـلة قريش بزعـامة قصى بن كلاب الجد الرابع للنبي صـلى الله عليه وسلم فأسس دار الندوة فى مكة، وهى أشبه ما يـكون بـبرلمــان صغير، يتشـاور فيه زعمـاء قريش حول شئونهـا، و نظَّم قُصـىَّ بن كـلاب السقـايـة، وهـى جلب الماء للحجاج من آبار بـعيـدة، بـعد أن ردمـت قـبــائـل جُرهُم بئر زمزم عندمـا غـلبتهـا خزاعـة عـلى أمرهـا وتركت مكـة، واهتم بـالسدانـة، و بالرفادة و هــى إطـعـام الحجـاج، و بـالحجـابـة وهـى خدمـة الكعبـة وتولى مفاتيحها، وباللواء وهو راية الحرب، وكان ذلك كله فى يد قصى، ولكن بعد وفاته قُسمت هذه المناصب بين أحفاده