الإثنين,25 أكتوبر 2010 - 11:12 م : 27534
تعد مجموعة الـ 15 واحدة من أبرز الآليات التي تمثل صوت الجنوب و تنظم العلاقة والحوار بين الشمال والجنوب، من أجل خلق مناخ عادل بين الطرفين، لا سيما في المجالات الاقتصادية.
edf40wrjww2article:art_body
fiogf49gjkf0d
تأسست مجموعة الـ15 في عام 1989 خلال اجتماعات القمة التاسعة لحركة عدم الانحياز في بلجراد كمجموعة منبثقة من حركة عدم الانحياز ومجموعة الـ77، وذلك استجابة لدعوة رئيس بيرو السابق آلان جارسيا إلى تأسيس مجموعة للتعاون والتنسيق فيما بين الدول النامية.
تضم المجموعة 17 دولة من قارات العالم الثالث إفريقيا-آسيا-أمريكا اللاتينية،
فمن إفريقيا تضم المجموعة ست دول هي: مصر، الجزائر، زيمبابوي، السنغال، نيجيريا، كينيا،
ومن قارة آسيا أربع دول هي: الهند، إندونسيا، ماليزيا، سيريلانكا،
ومن قارة أمريكا اللاتينية سبع دول هي: الأرجنتين، شيلي، البرازيل، المكسيك، جاميكا، فنزويلا، بيرو.
أهداف المجموعة تهدف المجموعة إلى التنسيق بين الدول الأعضاء في المجالات السياسية والاقتصادية والمالية؛ وذلك في إطار توجه أساسي لتعزيز التعاون بين دول الجنوب، وتنظيم صفوف هذه الدول في حوارها مع دول الشمال المتقدم، وتتعهد الدول الأعضاء بتيسير التدفقات والمبادلات الدولية فيما بينها من خلال اتخاذ تدابير جديدة وتعزيز الآليات القائمة في مجال التعاون بين دول الجنوب مثل: النظام المعمم للتفضيلات التجارية بين البلدان النامية.
ومجموعة الـ15 لا تمثل أي شكل من أشكال التكامل الاقتصادي المعروفة، والتي يتمثل أدنى مراحلها في منطقة التجارة الحرة، بل هي بمثابة تجمع ينسق بين الأنشطة المماثلة في دول المجموعة، ويعمل على إيجاد مساحة مشتركة للتعاون على كافة المستويات خصوصًا على الصعيد الاقتصادي، وخلق رأي موحد في القضايا الاقتصادية ذات الأبعاد الدولية في المحافل والمنتديات الدولية؛ ومن ثم فإن الأساس القانوني للتعاون بين دول المجموعة يتركز في المراحل الأولى على الاتفاقيات الثنائية مع العمل في مرحلة لاحقة على تعميم هذه الاتفاقيات خصوصًا فيما يتعلق بمنع الازدواج الضريبي وحماية الاستثمارات.
الإطار التنظيمي للمجموعة تعقد المجموعة اجتماعاتها على ثلاثة مستويات كما يلي:
المستوى الأول : مستوى القمة لرؤساء الدول والحكومات ويعقد مرة كل عام.
المستوى الثاني : المستوى الوزاري ويعقد اجتماعاته مرتين كل عام، الأول على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والثاني خلال اجتماعات القمة.
المستوى الثالث: اجتماعات ممثلي رؤساء الدول والحكومات، وتعقد كلما دعت الحاجة لمتابعة وبحث أنشطة المجموعة، وقد عقد اجتماعها الأول عام 1997 في كوالالمبور بماليزيا، وفيه تمت الموافقة على إنشاء اتحاد الغرف التجارية والصناعية لدول المجموعة ليكون بمثابة باكورة العمل الفني للمنظمات غير الحكومية والقطاع الخاص بين البلاد المشاركة، وتم الاتفاق على أن تكون مدينة القاهرة مقرًا له.
وقد واجه هذا الاتحاد أول حدث على المستوى الدولي ليقدم وجهة نظر المجموعة وهو المؤتمر الوزاري لمنظمة التجارة العالمية والذي عقد في سياتل خلال الفترة من (30 نوفمبر-3 ديسمبر 1999)، حيث أعد الاتحاد ورقة عمل حول مطالب الدول النامية تجاه النظام التجاري العالمي الجديد، مبينة القيود التي تمارسها الدول المتقدمة تجاه الدول النامية.
ويتولى السكرتير العام لهذا الاتحاد رجل الأعمال المصري البارز محمد فريد خميس صاحب مجموعة "النساجون الشرقيون".
ملاحظات عامة على عمل المجموعة
معظم مطالب المجموعة لتحسين أوضاع دول الجنوب من خلال إعادة صياغة علاقة الجنوب بالشمال أو بين الجنوب-الجنوب، جاءت عامة ولم تحدد من خلال آليات واضحة كما أنه ليس واضحًا من يضمن كيفية تنفيذ مطالب المجموعة.
مجموعة الـ15 لا تستوفي الحد الأدنى الضروري للتكامل الاقتصادي والمتمثل في منطقة التجارة الحرة، اللازم للحصول على استثناءات من أحكام الجات الخاصة بمبدأ الدولة الأولى بالرعاية، ولذا لا يمكن للدولة العضو في المجموعة أن تمنح الدول الأخرى الأعضاء في المجموعة تفضيلات تجارية لا تتمتع بها الدول الأخرى غير الأعضاء في المجموعة بغرض تنشيط التبادل التجاري فيما بينها، خصوصًا وأن الدول الأعضاء في مجموعة الـ15 أعضاء في منظمة التجارة العالمية.
عدد كبير من الدول الأعضاء في مجموعة الـ15 تنتمي إلى تكتلات اقتصادية مختلفة، مثال ذلك المكسيك في مجموعة النافتا، نيجيريا ومصر في مجموعة الكوميسا الإفريقية، البرازيل في مجموعة دول أمريكا اللاتينية، إندونيسيا وماليزيا في الآسيان، مصر في منطقة التجارة الحرة العربية،
الأمر الذي قد يثير تضاربًا في أولويات التعاون الإقليمي للدول الأعضاء، وفي السياسات التجارية المطبقة وعرقلة تنشيط التبادل التجاري بين الدول الأعضاء، خصوصًا عند تعارض المصالح.