الإثنين,25 أكتوبر 2010 - 11:12 م : 4562
كانت فترة حكم الرئيس حافظ الأسد من أطول الفترات التي حكم فيها زعيم في منطقة الشرق الأوسط والتى امتدت حوالى ثلاثين عاما عرفت سورياخلالهامستوى من الاستقرار لم يسبق له مثيل
edf40wrjww2article:art_body
fiogf49gjkf0d
ولعب دورا هاما في بناء دولة عصرية، التي أصبح ينظر إليها بفضل أسلوبه العنيد والمراوغ في المفاوضات مع إسرائيل على أنها مفتاح التوصل إلى حل شامل في الشرق الأوسط، مما يجعله واحدا من أمهر السياسيين في المنطقة
كما أدى الرئيس حافظ الأسد أدواراً رئيسية في القضية الفلسطينية على مدى الثلاثين عاماً التي قضاها حاكما لسوريا، وساهم في صناعة أحداث هامة كان أبرزها حربا 1967 و1973، إلى جانب دوره الأساسي في لبنان.
واستضافت بلاده العديد من فصائل المقاومة والمعارضة الفلسطينية، وظل متمسكاً حتى وفاته بشروط تفاوضية عالية لإقامة سلام بين بلاده وإسرائيل.
وبالرغم من أن حكمه ظل هدفا دائما للانتقادات الأمريكية والغربية فقد أضطر الغرب في أحيان كثيرة للتعامل معه كشخص يمكن الاعتماد عليه
ولد حافظ الأسد في السادس من شهر أكتوبر عام 1930 في قرية قرداحة في محافظة اللاذقية لعائلة تعمل في الزراعة وتنتمي للمذهب العلوي
وترعرع في فترة شهدت فيها المنطقة اضطرابات وتغيرات كبيرة مثل قيام دولة إسرائيل وكفاح شعوب المنطقة من أجل التحرر من الاستعمار ونيل استقلالها وانخرط الأسد في ريعان شبابه في النشاط السياسي ضد الفرنسيين والبريطانيين الذين احتلوا البلاد حتى عام 1944
وفي عام 1947 أصبح الأسد عضوا في حزب البعث الذي تأسس حديثا آنذاك،
وفي عام 1952 انضم للأكاديمية العسكرية، ثم كلية الطيران في اللاذقية وتخرج الأسد طيارا مقاتلا بتفوق على دفعته وحصل بعد ذلك على المزيد من التدريب العسكري في الاتحاد السوفيتي سابقا ومصر
وتدرج الأسد إثر ذلك في مراكز سياسية متعددة وفي نهاية الخمسينيات أصبح رئيسا للجنة العسكرية لحزب البعث
وبعد انقلابين عسكريين متتاليين وصراعات بين التيارين العسكري والمدني داخل حزب البعث أصبح الأسد وزيرا للدفاع في عام 1966، وكان هذا المنصب فرصة له لتقوية نفوذه السياسي والعسكري
وفي نوفمبر عام 1970 قاد الأسد انقلابا عسكريا غير دموي أطاح بالرئيس السوري آنذاك نور الدين الأتاسي
وشهدت العقود التي تلت ذلك هدوءا لم تألفه سورية، لكنها شهدت أيضا سلطة الرئيس وحزبه التي لا ينازعها أحد
وبدأ الأسد في تطبيق سياسة تهدف إلى رفع بعض القيود مثل تلك التي كانت مفروضة على السفر إلى خارج البلاد وعلى التجارة الخارجية، وسعى إلى تغيير اتجاه الاقتصاد السوري تدريجيا خلال فترة حكمه من إطار المركزية إلى بدايات الاقتصاد الحر
وفي استفتاء أجري في مارس عام 1971 انتخب الأسد رئيسا لفترة سبع سنين وأصبح بذلك أول رئيس علوي لسورية، تبع ذلك عدة استفتاءات عامة مددت فيها فترات حكمه
وحاول الأسد خلال فترة حكمه استعادة هضبة الجولان التي احتلتها إسرائيل في حرب 1967
ففي أكتوبر عام 1973 خاضت سورية الحرب إلى جانب مصر ضد إسرائيل من أجل ذلك ولكنها لم تحقق استعادة الهضبة وجعل الأسد من سورية قوة إقليمية رادعة مثلما بدا بوضوح تام في لبنان، فقد أمر قواته بدخول لبنان عام 1976، ومارست سورية نفوذا كبيرا على الأحداث في لبنان منذ ذلك الحين
وفي أعقاب الثورة الإسلامية في إيران قامت بعض المجموعات الإسلامية المتطرفة بتنظيم عدة انتفاضات وأعمال مناوئة للأسد في مدينة حماة وحمص وحلب
وفي عام 1982 وصل الصراع بين الأسد والأخوان المسلمين قمته وتدخل الجيش ليقمع ثورة الأخوان في مدينة حماة التي قتل فيها حوالي عشرة الآف شخص كما هدمت أحياء كاملة من حماة
اعتمد الرئيس الراحل الأسد كثيرا على دعم الاتحاد السوفيتي سابقا في محاولته لتحقيق توازن ستراتيجي مع إسرائيل
وتوجهت سورية إلى مؤتمر مدريد للسلام وإلى محادثات مباشرة مع الإسرائيليين في 30 أكتوبر عام 1991 إلا أن الأسد لم يتنازل قط عن هدفه بانسحاب إسرائيلي كامل من مرتفعات الجولان
وفي ديسمبر عام 1999 بدأت سورية الجولة الأولى من المباحثات حول مستقبل الجولان مع إسرائيل، أعقبتها جولة ثانية في شيبرد تاوون في الولايات المتحدة ثم تأجلت المفاوضات إلى أجل غير مسمى
وخلال حكم الأسد بقي موضوع استعادة الجولان من إسرائيل الهدف الرئيسي الذي تمنى إنجازه قبل وفاته، ولم يمل الانتظار مراهنا على عامل الوقت ورفض إي اتفاق يراه غير مرض
مات الرئيس السوري يوم 10 يونيو 2000 في دمشق إثر أزمة قلبية مفاجئة أثناء محادثة هاتفية مع الرئيس اللبناني إميل لحود عن عمر يناهز السبعين عاماً.
ومات الأسد بعد أن مهد الجو السياسي في سوريا لتولية ابنه بشار الحكم خلفاً له.